تأسيس مخيف ونشأة بائسة لأطفال زجوا في عالم التسول ،…تسول الأطفال في شوارع مدينة حمص له وقعه القاسي ، قبل سنوات ،كانت هذه الظاهرة محدودة ،إن لم نقل معدومة ،لكنها هذه الأيام تشهد انتشاراًً واسع النطاق في شوارع مدينتنا والتي كان يضرب بها المثل في انعدام التسول كون الجمعيات التي لها طابع خيري اجتماعي إنساني كانت تعالج هذه الظاهرة وتقوم بتولي أمر المتسولين .
ما يحز في النفس وجود هؤلاء الأطفال في الشوارع بين السيارات يستعطفون المارة والسائقين على إشارات المرور بشراء علبة محارم أو علكة أو بسكويت أو يعرضون خدماتهم في العتالة ،يعني تتغير الطرق والتسول واحد ,تطالعك براءتهم وشقاؤهم وبؤسهم المرسوم على وجوههم الغضة تسأل أحدهم عن الصف الذي هو فيه فيقول لك :«مبطل » يعني ترك المدرسة أو ربما رد بأنه يعمل بعد دوامه ليساعد أهله في تأمين مصروفهم المعيشي .
لا تستطيع إلقاء نظرة سطحية على هؤلاء الأطفال المتسولين و تحكم من خلالها على تواجدهم وتفتحهم المبكر على شقاء الحياة ،فالوجع لا يؤلم إلا صاحبه ،فربما شتمت أهالي هؤلاء بالقول لماذا تخلفون أولادكم وترمون بهم في الشوارع طالما ليس باستطاعتكم تأمين لقمتهم ،وربما استدركت ووصفت المسؤولين بالإهمال والتقصير في معالجة الغلاء الفاحش الذي خلف تلك الأمراض الاجتماعية فكان التسول حلاً لمجابهة أعباء ومعاناة الحياة المعيشية وربما رميت بثقل الموضوع كله إلى الأزمة , فالحرب السوداء ساهمت بنشر الجهل والأمية والفقر وخلفت جيلاً كبر قبل أوانه ،منهم من افتقد معيله ووجد نفسه شريكاً بتأمين لقمة عيش أسرته ،ومعلوم أن ظاهرة التسول تنشط في أيام المحن والكوارث …
وربما توجهت إلى الإدارات التربوية لتنعتها بقلة المسؤولية والتقصير في توعية الأهل وإعادة الأطفال المتسربين إلى مدارسهم وخاصة من هم من سن الإلزام ….يعني فيما يعني أن أصابع الاتهام توجه إلى عدة أطراف تربوية خدمية اجتماعية أسرية …
ولا يفيد الطفولة كل كلام التنظير عن حقوقه في المناسبات المكسوة بأجمل العبارات والاستعارات والصور عندما يكون زمامها ممسوكاً بأيد غير أمنية …
موضوع تسول الأطفال مثير للأسى ويضيق بالوجدان استيعابه فاستهلاك الطفولة واضطهادها بتلك الطرق له انعكاساته السلبية مستقبلاً ،وجدير بالجهات المعنية أن تمد جسور تواصل بينها وبينهم ،وترتقي ببراءتهم إلى أكمل مراتبها ….
العروبة – حلم شدود