يظن البعض أن قيادة السيارة هو عبارة عن جلوس خلف مقودها ، ومعرفة كيفية تغيير مبدل السرعة من سرعة إلى أخرى ، وضغط على دعسة البنزين ، وهذه الأشياء الثلاثة سهلة ولا تحتاج لكثير من الوقت لتعلّمها ، بينما هناك الكثير غير هذه يجب أن يتعلمها سائق السيارة ، بدءاً من وضع مبدل السرعة على الحركة الأولى لإقلاع السيارة ومروراً بكثير من الحركات الأخرى التي تتعلق بمؤشرات السيارة الضوئية ومتى عليه أن يستخدمها وأين ، فالسيارة ستسير بطرقات عامة خارج المدن ، وفي شوارع المدن أيضاً ، ولكلٍ منها أصوله ، فالطرقات العامة لها تصرفاتها الخاصة من السائق والمختلفة عن تصرفاته في شوارع المدينة ، فهنا إشارات المرور الضوئية التي توجهنا متى علينا الوقوف ومتى نسير ، وهناك شاخصات المرور الأخرى على جنبات الشوارع والطرقات العامة ، منها ما يحدد السرعة في كل منها ، ومنها ما يلزمنا بالاتجاه المناسب الذي لا يتعارض مع مسير السيارات الأخرى لئلا يحدث تصادم بينها ، ومنها ما يلزمنا أين نقف طويلاً أو لفترة قصيرة أو لا يسمح لنا بالوقوف البتة ، وهناك مؤشرات المنعطفات وكيف علينا المرور بها مع مراعاة السيارات الأخرى وأفضلية المرور والتجاوز ، ومتى يجب علينا استخدام المؤشرات الضوئية الموجودة في السيارة كالانعطاف نحو اليمين أو اليسار أو التوقف ، أو الرجوع إلى الخلف ومتى وكيف ، ولكلٍّ منها مفاتيح هي بمتناول يد السائق وتتوزع حول المقود ، وكل هذه المعلومات والإشارات العديدة هي متممات قيادة السيارة المهمة والضرورية وما أكثرها ، ومع ذلك لا بد من استخدامها في الوقت المناسب ، درءاً للأخطار التي قد يتعرض لها السائق نفسه أو سائق سيارة أخرى أمامه أو خلفه أو على يمينه أو يساره ، وهذه القضايا الضرورية في القيادة لها فحصها الخاص الذي يسبق فحص قيادة السيارة ، ومن لا ينجح بها لا يمكنه الوصول لفحص القيادة كحركة ، ولولا أهميتها القصوى لما كانت مرحلة أولى من فحص القيادة بكل مراحله ، فعدم مراعاة كل ما تقدم ذكره يعرّض حياة السائق إلى أخطار عديدة قد يكون الموت أحدها أو تعريض حياة المارّة أيضاً للموت ، ، فهل يرضى أحدنا وهو يقود سيارته أن يتعرض لهذه الأخطار ؟ حتماً لا ، لهذا لا يجوز التهاون في كل صغيرة أو كبيرة في قيادة السيارة على أن هذه مهمة والأخرى غير مهمة ، كل هذه المعلومات والدراية بها واستخدامها ضروري على قدم المساواة بين كل واحدة وأخرى ، فعدم تشغيل مؤشر ضوء الانعطاف ــ وهذا أقلها ــ قد يؤدي إلى حادث بين سيارتين ، فقيادة السيارة هي فن بكل معنى الكلمة وقمة الأخلاق أيضاً ، لأن الالتزام بكل واحدة منها مؤشر على ثقافة السائق الخُلُقية ومدى التزامه بالقوانين والتعليمات أو العكس ، فأنا كسائق لي حق في السير في طريق ما ، وكذا لسائقٍ آخر بمحازاتي أو خلفي أو أمامي ، ولا بد لكلّ منا الالتزام بحدوده ، لنسير بأمان في شوارع المدينة أو في الطرقات العامة ، ولا يجوز لواحد منا الاعتداء على حق الآخر .
صالح سلمان