تحية الصباح…السَّعي نحوَ الأحسَن!

في مطلع هذه التحيّة وموجباتها ومغازيها، فإنّ السؤال العريض، العميق، المُوجِع، الضّافي: بظلّ هذا الجوّ البيروقراطي المُتأسِّي، السائد، وحيال هاتِهِ الأعمال والمواقف والتصرّفات الإدارية المُنافِية لأبسط شروط المُواطَنة الصالحة، والتصرّف السليم، تجاه مراجعي هذه الدائرة، أو هاتيك الإدارة، أو مُعاملة هذا الموظف/ الموظفة للمراجعين: مَنْ يحاسِبُ مَنْ؟ وهناك أسئلة أكثر دَوَرَاناً وإيلاما في العقول والنّفوس والجوارِح، وعلى ألسنة كثرةٍ كاثرةٍ من المواطنين الشّرفاء، منها: في «سوريانا» – بلدنا العزيز الصّامد – أين مبضع الجرّاح، الذي يستأصِل شأفة الفساد بكلّ أشكاله ومفرزاته والمُسميّات، من الجذور؟ حقّاً، لقد طمَى هذا البُعْبعُ الثقيلُ الباهظُ على الصّدور، ثمّ لماذا تُرِكت، وتُترَك الأمور في مؤسّساتنا ودوائرنا على عواهِنها، من دون متابعةٍ حثيثةٍ، ومن دون رقيب أو حسيب ؟ أين القانون الحازم المُقدّر المُبجّل، الذي يجرّم كلّ شخص – مهما علَت مرتبته وقامته ووظيفته في المجتمع – يعتدي على قوتِ الشعب، على رزْقه، على حريته، على حقوقه المدنية والشخصية والاعتبارية، تلك التي صانَها الدستور، وحفظها ورعاها من أيّ تعدّ، أو أدْنى تجرُّؤ، أو أقل إيلام؟ كيف يحصل المواطن الفقير المسكين، على مصدر دفئه بهذا الجوّ الصّقيعيّ البارد؟ بهذا الغلاء المعيشيّ الذي لم يعدْ يُطاق، ثمّ ألم نكن نسمّي بلدنا: «بلد الفقراء»، بمعنى أنّ الفقير يعيش في جنباته مستور الحال، لا يحتاج أحداً من الخلْق؟ اليوم لماذا انقلب وجه المعادلة؟ ثمّ ألا ندري جميعاً، أنّ المجتمعات العالميّة، في هذا العالَم المترامي الأطراف، تتقدّم، تتطوّر، تنمو، ترتقي مع مرور الزّمن، وانقضاء السنين، نحو الأحسن، الأرْقى، الأفضل، أمّا نحن، في شرقنا العربيّ المُتلاطِم، لماذا بقينا على هذه الحال المُتأسِّية، من التّراجع والضّياع ؟ حقّاً يكاد الإنسان العاقل يخرج من ثيابه، أو تخرج ثيابه منه، وهو يعيش مثل هذه الحالة الرّاهنة المُؤسفة المُتردّية؟ أسئلة أخرى رديفة مُفادُها: ماذا عن مُحدَثِي النّعمة؟ كيف تشكّلت بُؤرُهُم بالمجتمع؟ كيف علَت أصواتهم؟ كيف تشكّلت وجوههم القبيحة، في زمن هذه الحرب الظالمة علينا جميعاً؟ متى تطالهم يد العدالة؟ متى يسألهم القانون: (مِنْ أين لك هذا)؟ متى يُسألون عنْ مصادر هذه الأموال الطائلة، التي أصبحت ضمن حيازتهم وأرصدتهم وكشوفاتهم المصرفية، داخلاً وخارجاً؟ متى نشير إلى أمثال هؤلاء، وإلى جمهرةِ الفاسِدين والفَسَدة، والرّاشِين والمُرْتشِين، والرّائِشِين بينهم، بالإصبع الصّريح، بالفم الملآن، بالاتّهام المُباشر، وبالصوت العالي، لتعرية أعمالهم، ومواقفهم، وترّهاتهم، ونذالاتهم، من دون ظلمٍ أو حيْفٍ أو تجنٍّ على أحدٍ منهم، كائناً مَنْ كان، ومن كلّ الشّرائح والطبقات والفُسَيفِساء؟ ماذا عن تجّار الأزمات أصحاب المزارع والعمارات، أرْباب الشّاليهات والدّولارات؟ ماذا عنْ أسياد الاحتكار، خاصّة «المواد الغذائية»، التي هي في البدء والمنتهى قُوتُ الشعب، سبب حياته، وأوكسجين وجوده؟! هؤلاء هم القراصِنة الحقيقيّون، المُتصيّدون دائماً في الماءِ العكر، بسنوات السّلم والرّخاء، في كلّ مناسبة، وبكلّ طقس، وفي خضمّ الحرب الضَّرُوس، والمؤامرة الكبرى، على أرضنا الغالية، وبلدنا العزيز، وشعبنا الطيّب، الذي لايزال حتى السّاعة يعاني مرارة الويلاتِ، وجرائم الإرهابيين ، حقاً لا يزالون يعتدون على هوائنا وإنساننا ونسَمَات الحياة؟ تلك الحرب المجنونة الظالمة، التي هبّت رياحُها علينا طُرّاً، قد آلمتْنا، أقضّت مضاجعنا، صغاراً وكباراً، أوجعتْنا جميعاً حدّ القهر والنّزف، وذروة الايلام، وحتّى الثمالة، فوصلت عصبَ الرّوح؟! فماذا نحن فاعلون؟ علماً أنّ محاربتهم والقضاء عليهم، عن بكرة أبيهم، هو شأنٌ حكوميّ بالدّرجة الأولى، وتعمل الدولة ما وسعها الجهد والإرادة والتّصميم، منذ تسع السّنوات، على فعل ذلك، شاء مَنْ شاء، وأبَى مَنْ أبَى، وقد ذهب الكثير من الشّهداء الأبرار، من مدنيين وعسكريين، ليبقى أطفال الوطن على قيد الحياة، ولينعم هؤلاء الصّغار بأراجيحهم وألعابهم، وليطمئنّ باقي طبقات الشعب، من مختلف الشّرائح والأعمار، بالأمن والأمان!! السؤال الأخير: متى تضع هذه الحرب الكونيّة الظالمة أوْزَارها، ليعيش المواطن العربيّ السوريّ آمناً مطمئناً في أرضه الطّهور، وتحت سماء وطنه العزيز؟ «إنّنا محكُومُون بالأمل»، ولا نزال…

وجيه حسن

المزيد...
آخر الأخبار
ردا على ما نشرته العروبة.. سيتم معالجة نقص المياه في الحارة الشمالية بالصويري ... مجلس الوزراء يناقش ويقر العديد من القضايا المتعلقة بالشق الاقتصادي والخدمي والتعليمي الجلالي: ضرورة ... سعر غرام الذهب ينخفض محلياً 25 ألف ليرة سورية جلسة دراسة قانون التجارة في حمص .. خلق بيئة استثمارية مشجعة و تبسيط إجراءات الترخيص ومواكبة التطور ا... 87 متقدماً لاختبار اللغة الأجنبية للقيد في درجة الدكتوراه بجامعة البعث الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 مصرف التسليف الشعبي ينضم لمنظومة الشركة السورية ‏للمدفوعات ‏الإلكترونية ‏ ضمن فعاليات احتفالية  أيام الثقافة السورية أمسية شعرية للشاعرين حسن بعيتي وأحمد الحمد... الطالب حسن وهبي من ثانوية الباسل الأولى للمتفوقين يحصد ذهبية في مسابقة التميز والإبداع على مستوى الو... إصابة مدنيين اثنين جراء عدوان إسرائيلي استهدف منطقة القصير بريف حمص