نقطة على السطر..أحلامي الكبيرة

ربما كانت أحلامي كبيرة أكبر من مقاسي بقليل .. فضفاضة , من حقي أن أحلم وأنسى الواقع الثقيل عليّ أجد مخرجاً , أبحث عن قشة أتمسك بها , وبذلك يذهب العمر وأنا أبني عوالم خيالية لن تتحقق، حلمي هو نوع من أحلام اليقظة يتم من خلالها تأمين مادة الغاز بواسطة أنابيب تمتد الى داخل البيوت بحيث لاتباع اسطوانة الغاز في السوق السوداء بعدما اشتغلت البطاقة الذكية والتي جعلتنا اليوم نقف منتظرين بلهفة علّ رسالة تصل من شركة تكامل بسرعة الضوء , هذا الواقع بات برنامجاً يومياً ولكن المطاردة يائسة وطويلة وعلى ما يبدو « المكتوب ما منو مهرب « وسيظل يلاحقنا حتى لكأن عملية توزيع الغاز على البطاقة الذكية امتيازات أكثر مما هو حاجة ..
إذ ما أن أتتنا رسالة تبشر بموعد استلام الغاز وفي غفلة من الزمن لم نستطع قراءتها إلا بعد فوات الأوان بسبب السفرأو انشغال ما .. إذ يوم واحد لايكفي وبعدها يذهب حلم استلام الجرة هباء منثورا .
كنا نلوب على استلام واحدة منها فأخذت الوجوه في المنزل تنضح بألم دفين بعد أن أخذ بنا اليأس مأخذاً عميقاً حصلنا على اسطوانة غاز من السوق السوداء وكان المبلغ كبيرا ً ( 12000 ) ل.س يلهب الجيوب ويستنفر العرق البارد على الجبين ..
حتى الرز والشاي في ( السورية للتجارة ) بالكاد تستطيع استلامه كونه غير متواجد دائماً وإن تواجد فالكمية قليلة لاتكفي المنتظرين خارجا ً .. هو سوء تخطيط في قضايا تهم المواطن وتلامس حاجته اليومية وباتت مثلها مثل قضايا كثيرة , إذ تحدثنا عن الغلاء في المواد الغذائية وغيرها ولا أحد يسمعك .. تحدثنا عن أزمة الوقود والتدفئة وللآن لم يجدوا الحل المناسب , وتحدثنا عن الحيتان التي تكبر وتبتلع السوق ولكن أذن من طين وأذن من عجين .
آمال نسعى لتحقيقها لكنها تبدو كحبة ملح تذوب في كوب ماء , تتراجع وتخطو إلى الوراء باستسلام وعتب .
عفاف حلاس