المؤسسات التربوية ( المدارس ) ليست مؤسسات خدمية أو معامل إنتاجية ليطلب منها –مثلا – وعلى وجه السرعة طلبية عاجلة وبسرعة قصوى فيها تحديد الكمية وفترة الصلاحية وساعات العمل وسلم وأستلم خلال فترة زمنية معينة , لأن المنتج طالب وليس سلعة فالقرار التربوي الأخير والذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً والذي يطلب من مؤسساتنا التربوية إجراء سبر معلومات لطلاب الشهادات ( تاسع – بكالوريا ) قبل انقطاعهم في الشهر الرابع ومن يستحق يؤهل للامتحان ومن يرسب يؤجل .. بمعنى «العوض بسلامتك وخيرها بغيرها» . والحقيقة .. «إن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم » فهذه التعليمات جاءت بعد أن بلغ السيل الزبى وسبق السيف العذل , فمعظم طلبتنا يبدؤون رحلة انقطاعهم بعد دخول الشهر الثاني من الفصل الدراسي الثاني ومن أصل مئة طالب تجد عشرين طالباً مداومين ربما لظروف مادية لا تسمح لهم بمتابعة تحصيلهم في معهد خاص أو دفع أجر الدروس الخصوصية والتقارير الطبية كفيلة بتبرير غياب البقية الباقية فالمنهاج كثيف وصعب ومواد تغيرت والتزاحم على المعاهد الخاصة والدروس الخصوصية على أشده , والفاتورة تدفع من جيب أهالي الطلبة من قوتهم ولقمة عيشهم مكرهين لا أبطال فالطلب يفوق العرض والتسعيرة خمس نجوم والأولوية للحجز المسبق ورحلة استعراض عضلات مدرسي الخصوصي تبدأ لا تسعيرة رسمية صادرة عن جهة حكومية ولا ضمير يراعي الأوضاع المادية الصعبة ودبروا رأسكم يا أهالي …
إداراتنا المدرسية مثل الأطرش بالزفة بين مطرقة تسيب وتغيب طلابها وبين قرارات تلزمها بنسبة دوام وتقييم في الشهر الرابع ومعظم تلك الإدارات تقول بأنه لم يردنا شيء من الوزارة فيه كتاب رسمي يلزمنا بدوام وتقييم في الزمن المذكور يعني مجرد كلام بكلام على مواقع التواصل الاجتماعي يعني حتى « جهينة « لا تملك الخبر اليقين .
وكان الأجدر بالجهات المعنية طرح هذا الموضوع ومناقشته مسبقاً وإلزام المدارس بتطبيقه ليتحمل كل طرف مسؤوليته علّ الإصغاء واستدراك النواقص في العملية التعليمية يصل إلى الآذان التي بها صمم وعلّ احترام وتقدير المهنة وأداء الرسالة والأمانة بجدارة وصدق واقتدار يكون له نصيب في مدارسنا الرسمية..
يفترض أن يكون هناك مدخل صحيح وآمن للمعالجة والاهتمام بنتاج المدرسين والدارسين خلال أيام السنة والتقييم على مراحل بما يخدم الغرض التعليمي ومع أن القرار مثمر ومفيد وفيه دعوة لتلافي القصور والإهمال الذي نال من المؤسسات التربوية ما نال في بناء تخلخلت أعمدته والقالب غالب ولن يصلح العطار ما أفسد الدهر إن لم تعالج الأساسات …جلّ ما يحتاجه الجسم التربوي هو الأخلاق المهنية والإخلاص في أداء الرسالة وإعلاء الصرح التعليمي ..و سنبقى دائماً وأبداً « نوفه التبجيلا « لمعلم كاد أن يكون رسولا .
العروبة – حلم شدود