نافذة للمحرر…أدباء في الذاكرة . . المنتجب العاني

جاء في مقدمة ديوان المنتجب –ديوان سيدنا ومولانا الإمام قدوة العلماء الأعلام ،إمام الفصاحة وواسطة عقد البلغاء الشيخ محمد منتجب الدين العاني- والمنتجب مجهول مكان الولادة والوفاة ،ولكن المعلوم أنه كان في الأربعمئة للهجرة وموطنه كان –حلب –ويدل على ذلك قوله :والشام هجرتنا إذ دارنا حلب, وكون ممدوحوه حلبيين لقوله :
إني حلبت الناس أبغي أخاً
فصح لي من حلب الحلب
وقوله في المخمسة البائية :
ففزت بخل لطيف رؤوف
شآمي منبته في حلب
ويؤكد ذلك أن شعره من طراز شعر البحتري لأنه كان يحذو حذوه وينسج على منواله ،ويضمن أشعاره كثيراً من أبيات وأشطار أبيات ومعانٍ وكلمات من شعر البحتري فاصطبغ بصبغته وصار أسلوبه في الشعر كأسلوبه .وديوان شعره يحتوي على عشر قصائد ومخمستين ومن المؤكد أن هذا ليس كل شعره .
وقد ذكر جلال الدين بن عمار الصوفي المتوفي سنة خمس وسبعين وخمسمئة للهجرة في كتابه (تقويم الأسماء ) أن للمنتجب كتباً غير ديوان أشعاره ولكنها فقدت ،وقد قام العلامة واللغوي الكبير الشيخ إبراهيم عبد اللطيف فصححها وضبطها وشرحها شرحاً وافياً فأحسن إليه وإلى الأمة ،ومن قصيدة له نورد هذه القطعة :
لعاذلي قلب ولي قلب
مقسّم في إثرهم نهب
تيمه الغيد فلا لومة
تثنيه عنهن ولا العتب
ما تفعل البيض وسمر القنا
يوم الوغى ما يفعل الحب
لله أقمار تبدت على
غصون بان تحتها كثب
تقاسما لبي غداة النوى
فليس لي منذ نأوا لب
فلي فؤاد قد براه الأسى
ومدمع من بعدهم سكب
وصاحب قلت وقد هب من
رقدته والشرب قد هبوا
قم فاسقينها كنجيع الطلا
وردية هام بها القلب
وصبها أطف بها غليّ
فإنني مغرى بها صب
فاستلها من دنها شعلة
لألاؤها في الكأس لا يخبو
قلت لها والليل داج وقد
مال إلى إكليله القلب
سيري وجدي فلديك المنى
والأمن والراحة والخضب
حتى بدا ضوء صباح حكى
جبين إبراهيم إذ يخبو
فقلت يا بشراي هذا الحيا
منبجساً والمورد العذب

د. غسان لافي طعمة

المزيد...
آخر الأخبار