الشهادة هي انتصار ووجود وعزة وكرامة، وسورية منذ فجر التاريخ بذلت الغالي والنفيس لتحافظ على كرامة شعبها ووجوده ، واليوم شهداؤها يروون ترابها بدمائهم الطاهرة في سبيل حماية الأمة العربية وليس سورية فقط من الفكر التكفيري الذي يعصف بهذه الأمة، وسورية ستنتصر بفضل ثوابتها وجيشها وشعبها المتمسك بهويته وانتمائه, و المؤامرة التي تحاك ضدها ستندحر بفضل دماء شهدائها الأبرار الذين يقفون ضد أعداء الإنسانية والحضارة فهم الذين قدموا أرواحهم فداء للشعب السوري الصامد الذي يضحي بدمه في سبيل الوطن, فكان للشهداء الكلمة الفصل في إسقاط المشروع الصهيو أميركي. وكما خلد التاريخ شهداءه العظام على مر الزمان , سيخلد شهداء سورية الذين يواجهون اليوم الإرهاب ليبقى وطنهم عزيزاً كريماً قادراً على احتضان جميع أبنائه. في ذكرى عيد الأم التقت العروبة بأمهات الشهداء اللواتي يعلمن العالم دروسا في الصمود والصبر والانتماء والوطنية والانتصار وأن كل شهيد سوري يختزل قيم التضحية والبطولة والجود بالنفس فهو الذي ضحى بنفسه في سبيل وطنه, صحيح أن الدموع لم تفارق وجوههن وهن يستذكرن أبناءهن ولكنهن مصممات على الصمود وتربية الأجيال على حب الوطن دائما . إنهن أمهات ككل الأمهات حملن أبناءهن تسعة أشهر وأنجبنهن وربينهن أفضل تربية ,سهرن الليالي من أجل راحتهم وقدمن الكثير دون مقابل ,وكن السند لهم في أيامهم العصيبة وخففن عنهم توترهم ورافقنهن في أيام الدراسة وسهرن معهم الليالي ولمحن فرحة النجاح في أعينهم ولم تكن فرحتهن تقل عن فرحة الأبناء ….أمهات الشهداء العظيمات اللواتي قدمن فلذات أكبادهن وهم في أوج شبابهم وعطائهم ,فقد ارتقوا إلى العلياء وهم يحاربون عدواً شرساً جاء إلى سورية ليدمرها ويقتل أبناءها ويحرمهم من الأمان الذي طالما تغنوا به فوقفوا صفاً واحداً يدافعون عن أرضهم وعرضهم وشرفهم . إنهن أمهات ثكالى حزينات على فراق أغلى الأحباب ,ورغم حزنهن إلا أننا نستمد القوة منهن ومن صبرهن وإيمانهن ,هذا ما لمسناه جميعاً أثناء زياراتنا لبيوت ذوي الشهداء منذ بداية الحرب الكونية على سورية الحبيبة. فكم هي غالية دموعكن أيتها الأمهات اللواتي قدمتن فلذات أكبادكن فداء للوطن !وكم نشمخ بصبركن وإيمانكن بأن الوطن أغلى من أي شيء . الطريق الوحيد للحفاظ على الكرامة والدة الشهيد البطل النقيب فراس المصطفى قالت : إن كل قطرة دم سالت على تراب الوطن ستزيد الشعب السوري قوة ومنعة وإصراراً للدفاع عنه , والشهداء سيبقون خالدين في الوجدان لأنهم ضحوا بالغالي والنفيس من أجل تحقيق الأمن والأمان للوطن وإن المؤامرة ستنحدر والفكر التكفيري الذي لا يمت للإنسانية بصلة سيزول تحت أقدام أبطال الجيش العربي السوري الباسل و الشهادة الطريق الوحيد للحفاظ على كرامة الوطن وتماسك نسيجه الاجتماعي كما تعكس أصالة الشعب السوري ووعيه وحبه لأرضه والذود عنها ورفضه كل أشكال التدخل الخارجي. وأضافت : إن الشهداء منارة للأجيال ورغم الحرب التي شنت على سورية بسبب أعمال القتل والتخريب التي ينفذها الإرهابيون المجرمون فإنها لن تهزم بفضل شهدائها وشعبها الذي أعطى ويعطي كل ما لديه ليبقى الوطن شامخاً بتضحيات أبنائه وصمودهم. السيدة شعيلة عيسى والدة الشهيد البطل الرائد عمران العلي قالت لنا وهي تستذكر بطولات ولدها مع رفاقه قبل استشهادهم : إن الشهادة هي انتصار ووجود وعزة وكرامة , وإن كل قطرة دم ستنبت آلاف الرجال الذين بدورهم سيقدمون دماءهم من أجل عزة وكرامة وطننا وبالتالي أمام عظمة هذه التضحيات يجب أن نكون بحجم المسؤولية وأن نحمل وصية الشهيد ونستمر في نهجه لأن الأعداء لن يستطيعوا أن يكسروا فينا إرادة الشهادة والكرامة , ونحن جميعا نستلهم منهم معاني العزة والعطاء والإباء والشموخ, ونؤكد أنهم سيظلون قدوتنا في تقديم كل غال ونفيس لأجل سورية. تضحياتهم أثمرت عزة وكرامة السيدة نعيمة حمدان والدة الشهيد البطل شادي سليمان قالت : إن التضحيات ليست غريبة على أبناء سورية الشرفاء الذين يقدمون التضحيات صوناً للوطن وكرامته وعزته ونحن نعتز ونفتخر بشهادة أولادنا في سبيل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره , وأهمية الشهادة كبيرة في حماية الوطن وصيانة حريته ونحن على استعداد لتقديم كل غال ونفيس فداء للوطن , وأشارت أنه نتيجة لدور سورية الفاعل في الوقوف ضد مشاريع العدوان جاءت المؤامرة كبيرة بتحدياتها وأدواتها وبشاعة أساليبها وإن تضحيات الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة ثرى الوطن أثمرت عزة وكرامة وشموخا مؤكدة أن قوافل الشهداء ستستمر فداء للوطن وعزته واستقراره. مثال يحتذى بالعطاء غادة معروف والدة الشهيد محمد معروف قالت : لعيد الأم في سورية نكهة خاصة ودلالة على عمق التقدير لمجمل الأدوار الحياتية للمرأة ، كيف لا وهي المفعمة حباً وعطفاً وتضحية وعطاء وإيثارا ؟ وهي التي بذلت وتبذل الجهود من أجل رفعة الوطن وعزته ، فالتحية والتقدير والافتخار لكل أمهات سورية اللواتي أثبتن ولا يزلن أنهن مثال يحتذى للعطاء والتميز الذي يظهر جليا سواء بشخصية الأم ، أو بأبنائها ، أو حتى بنتاج عملها . إن المرأة السورية كانت وما تزال تحمل الهم الوطني والقومي وتسهم من خلال أدوارها المتعددة وبفعالية في صناعة الأجيال وإعداد الكوادر المؤهلة وصناعة المستقبل لرفد الوطن بمقومات الصمود والبناء . وأنا أفتخر بأن أكون واحدة من الأمهات اللواتي قدمن فلذات أكبادهن فداء للوطن لأن الوطن يعلو فوق كل غال ،والأم تنجب وتربي وتضحي في سبيله كي يبقى عزيزا مصانا ، فما نفع الإنسان دون وطن ؟ .. وأضافت : إن التضحية في سبيل منعة الوطن وسلامة أرضه من الاعتداء من أشرف المهام التي يقوم بها الأبناء ، وعند نيل أبنائنا شرف الشهادة ورغم المصاب الكبير إلا أنه عمل مشرف ، وأن تظفر الأم بلقب ” أم الشهيد ” فذلك وسام شرف تضعه على صدرها رغم الآلام الكبيرة التي تختلج في قلبها فهي أولا وأخيرا أم فقدت ابنها الذي حملته تسعة أشهر ، وأرضعته العطف والحنان مع حليبها ، وربته على أن الروح الوطنية لا تقف عند حد معين بل هي حالة مستمرة ودائمة في البذل والتضحية ولذلك ستظل أم الشهيد تطرب الكون بالزغاريد ، وتنجب الأبطال الظافرين بنيل الشرف العظيم حتى تتطهر أرض بلادي من الإرهابيين المجرمين . وسيبقى في الوجدان ذلك البطل الذي قدم روحه فداء لتراب الوطن فكانت شهادته وسام الشرف والعزة الذي تقلده كل أفراد العائلة . هدية عيد الأم أم عيسى والدة الشهيد محمد حوراني قالت : من الصعب جدا على أي أم أن تتحمل نبأ استشهاد ولدها قبل عيد الأم بأيام ، ولكن في الظروف التي مررنا بها والحرب الكونية التي شنت على البلاد تعتبر تضحية الأبناء ونيلهم شرف الشهادة هدية عظيمة للآباء ، ووسام شرف قدموه على محراب الوطن . وأنا أفتخر بأنني أم الشهيد الذي ضحى بروحه فداء لقدسية الوطن ،وأفتخر بكل شهداء الوطن الذين يدافعون عن أرضه وترابه وسمائه ، فكل الرحمة لأرواحهم الطاهرة . وأضافت: إن التضحية بالروح في سبيل الوطن هي شعارنا فلا يمكن أن يتحقق النصر دون التضحية ولذلك فأنا وولدي الثاني وأولاد أولادي كلنا مشاريع شهادة. لقد سألوني في إحدى اللقاءات مع أسر وأهالي الشهداء عن مطالبي واحتياجاتي قفلت لهم : أنا أريد شيئا واحدا فقط وهو ” بندقية ” لأساند أبنائي وأحفادي أبطال الجيش العربي السوري ، وأحارب معهم أعداء الوطن والإنسانية . نحن الأمهات اللواتي تربين وتؤسسن ليبقى سياج الوطن منيعاً وعصياً على الأعداء الطامعين به ، ونحن فخورات بحمل هذا الشرف العظيم ، و أشكر الله على أن ولدي الشهيد واحد من الآلاف الذين بذلوا حياتهم في سبيل الحق الذي لا يموت حتى يعم الأمن والأمان والسلام . وتابعت : بالرغم من أن الابن غال ولكن الوطن يظل الأغلى لأن ما قدمناه لا يساوي ذرة من ترابه الطاهرة التي سقتها دماء الآباء والأجداد عبر التاريخ . تعليم الأبناء حب الوطن والدة الشهيد البطل ناجي الخليل قالت: منذ الصغر ربينا أولادنا على حب الوطن ، فمن واجب الأمهات تعليم أبنائهن الصمود و حب الوطن والحفاظ على كل ذرة من ترابه ، وعلينا دعمهم وتشجيعهم للتضحية من أجل عزة وكرامة بلدنا ، فالشهادة لا ينالها إلا الشرفاء.. وأضافت :لن ننسى الشهداء إلا أن الإحساس بأن أحباءنا قد رحلوا صعب الاحتمال, لكن ما يطمئن قلوبنا ويهدئ ألم الفراق أنهم استشهدوا فداء لوطنهم . والدة الشهيد علي الخطيب قالت :على قدر ألم الفراق الذي أعيشه إلا أنني أشعر بالفخر والعزة فأنا “أم الشهيد البطل” الذي شرفني بشهادته وفخورة بهذا اللقب، فولدي بطل ضحى بنفسه من أجل وطنه وهو لم يمت بل هو حي يرزق عند رب العالمين أراه في أحلامي و أتذكر كلماته في مناسبة عيد الأم فقد كان فيضا من الحنان ويحب الجميع . فداء لسورية والدة الشهيد محمد العلي قالت: تقع على عاتق الأمهات مسؤولية كبيرة في تنشئة جيل يؤمن بضرورة متابعة مسيرة الأبطال ، الذين قدموا أرواحهم كرمى عيون الوطن ، لأن الوطن هو الأمان الحقيقي لنا وعلى أرضه تربينا ونشأنا فلن ننسى الشهداء لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون… مثال للكرامة تذكرت أم الشهيد محمد العيسى كلمات ابنها قبل التحاقه لأداء واجبه الوطني قائلة دائما كان يردد ( أتمنى أن أنال شرف الشهادة دفاعا عن أرضي وعرضي” كان يقول لي أريدك أن تكوني قوية فلا تحزني لفراقي كأنه كان يعلم أنه سينال هذا الشرف .. كلنا فداء لسورية ، و جميع أبنائي هم مشاريع شهادة في سبيل عودة الأمن والأمان لربوع بلدنا … وستبقى صورة ولدي الشهيد محفورة في وجداني ما حييت ، الرحمة لأرواح الشهداء والشفاء العاجل للجرحى ..
شعبة التحقيقات