المثقفون : نطالب مجلس الشعب الجديد باجتثاث جذور الفكر التكفيري نهائياً ودعم المشاريع الشبابية الثقافية
يعاني الواقع الثقافي من أمراض كثيرة جعلتها الحرب تتفاقم وتتأزم ,واليوم نحن أمام استحقاق دستوري يتوجب علينا اختيار أعضاء مجلس الشعب بدقة ومسؤولية دون النظر لأي اعتبارات أخرى, لأن الحرب التي أوصلتنا إلى هنا هي حرب فكرية ثقافية في جانب مهم منها ,ومن هنا سألنا العديد من المثقفين عما يريدونه من مجلس الشعب ,البعض منهم رفض المشاركة في هذه المادة لأنهم مقتنعون أن أعضاء مجلس الشعب لا يظهرون بين الناس إلا في فترة الانتخابات ثم يختفون لتلتقطهم الكاميرات.
ولأننا مؤمنون بإمكانية كسر النمط وإحداث الفرق لم أتراجع عن إعداد هذه المادة وجاءت إجابات المثقفين على النحو التالي:
دعم ثقافة المجتمع
*ترى الروائية خديجة بدور ضرورة دعم كل القضايا الإنسانية والمعرفية والأخلاقية كما يتوجب عليهم أن يساندوا كل مشروع فكري,وأن يحملوا رسالة أخلاقية وينخرطوا مع المثقفين من أدباء وشعراء ومفكرين في أي نشاط أو ندوة ثقافية, لكي يتمكنوا من طرح رؤيتهم ونقاشاتهم وتوصيل كل ما يعانونه للمجلس بجدية بغية دعم ثقافة المجتمع .
الارتقاء لمستوى التضحيات
*الشاعر عباس حيروقة له العديد من المجموعات الشعرية وهو عضو اتحاد الكتاب العرب يقول : يريد المثقف أن يكون هناك ثمة أجواء عامة تحسن من وضع المواطن وتقيه شر سؤال الرغيف والدواء والرداء حتى يتسنى له التفكير بمن سيمثله في المجلس ويدافع عنه أو يطالب بحقوقه,فالنواب في كثير من الأحيان منفصلون عن ناخبيهم ,فلا برامج انتخابية لدى الكثيرين منهم , ونحن ككتاب وكمثقفين نتمنى أن ترقى العملية الانتخابية وآليات تنفيذها إلى مستوى المرحلة إلى مستوى تضحيات الشعب الذي قدم أغلى ما يملك في سبيل حياة كريمة ووطن عزيز وأن يكون هاجس المرشح أو الناجح في الانتخابات هو تحسين الوضع المعيشي للمواطن وتأمين بدهيات ما يلزم من حياة كريمة .. نتمنى أن نرقى بأدائنا إلى ما قدمه أصغر جندي سوري على جبهات القتال وأن ننتصر للوطن ولأبنائه الذين صمدوا وضحوا فنحن في مرحلة قاسية تتطلب منا جميعا تعرية الفاسد والسارق والخائن فسورية لنا ولأبنائنا للذين ضحوا من أجلها لا للذين تاجروا وأفسدوا وتآمروا وراهنوا ..سورية لبواسلها…. بعيدا عن مفهوم المصلحة الشخصية وملء الجيوب والأرصدة.
دعم الفكر البناء
الدكتور عصام الكوسى أستاذ في جامعة البعث قسم اللغة العربية وشاعر صدرت له العديد من المجموعات الشعرية رأى ضرورة أن يتحلى أعضاء مجلس الشعب بثقافة عالية ورسالة أخلاقية حضارية لننهض بمجتمعنا ,وأن ينخرط الأعضاء الجدد بين شبابنا الثقافي ودعمهم ودعم أفكارهم البناءة وتوصيل كل ما يطمحون إليه , وتبني مشاريع ثقافية من شأنها الارتقاء بالثقافة العامة .
على مستوى المرحلة
الروائي عبد الغني ملوك طالب أعضاء مجلس الشعب أن يكونوا على مستوى المرحلة وعلى مستوى التطلع الاستراتيجي للسيد الرئيس بشار الأسد وفكر القائد المؤسس حافظ الأسد, وان يكون كل شخص منهم مستعداً للتضحية في سبيل الوطن ولا بأس من اختبارهم في ذلك.
العمل والفعل
عضو المكتب التنفيذي لمجلس مدينة حمص قطاع الثقافة والسياحة المهندسة لوريس سلوم قالت: المواطن الناخب هو الوحيد المسؤول عن اختيار ممثليه لمجلس الشعب,لذلك يفترض أن يكون أعضاء مجلس الشعب ذوي ثقافة وعلم وخبرة في الحياة المجتمعية والسياسية..لأن هذه المرحلة خطيرة وحرجة ومفصلية وهامة..حيث يواجه بلدنا الحبيب تحديات كبيرة داخلية وخارجية..وبحسب قوة الفعل يجب أن تكون قوة رد الفعل.. لذلك أطلب ممن سيمثلني في مجلس الشعب أن يعمل ويفعل..لا أن يردد شعارات جوفاء.. أريده أن يكون ممثلاً للوطن ككل..لا لدائرة انتخابية معينة..لأن وطننا واحد ووجعنا واحد وأملنا واحد.. أريد منه الاهتمام بتحسين الواقع المعيشي والاقتصادي للمواطن … أريده صادقاً..نظيفاً… أميناً بكل ما تحمله هذه الكلمة من أبعاد ومعانٍ.. وأن يكون صوت المواطن الصادق والقوي وصلة الوصل بينه وبين السلطات المتعددة… أريده شجاعا”دائما”بالميدان بين ناخبيه ليكون صوتهم القوي كالناقوس ..لا أن يختفي ويتلاشى..ليظهر فقط في جلسات المجلس.. وأختم بقول السيد الرئيس بشار الأسد.. “الوضع الحالي بحاجة لحذر كبير..وعدم التعاطي معه بالخطابات البلاغية… فالمواطن الذي يصرخ..ليس بحاجة لخطابات..و لاينتظر منا التعاطف..بل ينتظر منا العمل…”
“إذا غنيت للجائع سمعك بمعدته…”
العميد رجب ديب مؤسس لنادٍ ثقافي قال: نريد أن يساهم مجلس الشعب إلى جانب المؤسسات الثقافية الأخرى في القضاء على الفكر التكفيري الإرهابي واقتلاعه من جذوره إلى غير رجعة و المساهمة في القضاء على البطالة وإيجاد فرص عمل للشباب , لأنه كما يقال :”إذا غنيت للجائع سمعك بمعدته…”
وعليهم أن يأخذوا دورهم في محاربة الفساد لأنه و المؤامرة وجهان لعملة واحدة…
وإعادة النظر في المناهج التربوية والجامعية بهدف ترسيخ مفهوم المواطنة وتقديس الوطن ، ودعم مشاريع الشباب الفنية والثقافية وتبني أفكارهم ورؤاهم وتأمين بيئة مادية حاضنة للشباب بحيث نحميهم من الانحراف لذلك هناك ضرورة لدعم الجمعيات السكنية ومراقبة عملها وتأمين سكن للشباب بأسعار معقولة…
مراكز ثقافية في الأحياء الشعبية
المدرسة هيام عبدو لها مجموعتان قصصيتان ومجموعة شعرية نثرية ترى في هذا الشأن ضرورة أن تكون كلمة عضو مجلس الشعب لها صدى على أرض الواقع ولذلك نطالبهم بالاهتمام بالأحياء الشعبية من حيث شوارعها ومدارسها و حدائقها ونظافتها….وإحداث مراكز ثقافية فيها ,و نريد أن تكون أبوابهم مفتوحة للناس ساعات محددة.. لاستقبالهم والوقوف على معاناتهم… نريد منهم العمل على إصدار قوانين دقيقة تنصف المعلم ضد أي شكوى كيدية .
ثقافة الاختيار
*الروائي عيسى إسماعيل عضو مجلس إدارة رابطة الخريجين الجامعيين وعضو اتحاد الكتاب العرب قال: مجلس الشعب يمثل السلطة التشريعية و من هنا تأتي أهمية و دور أعضاء هذا المجلس, وإن اختيار أعضاء المجلس بالانتخاب معناه الاختيار من متعدد, هنا تظهر ثقافة الاختيار فهل نختار أصحاب الكفاءات و الشهادات من ذوي السيرة الحسنة و السمعة الطيبة أم نختار أصحاب رؤوس الأموال والذين بالكاد يعرفهم الناس بالتأكيد أن المواطنة تعني اختيار الشخص المناسب لهذا الكرسي الحساس ومن هنا نتمنى تمثيل الكتاب و المثقفين في المجلس بعدد أكثر من عضوين أو ثلاثة…كما جرت العادة, فهل ننتخب من يمثلنا بحق ..هذا هو السؤال الذي يجب أن نضعه أمام أعيننا ونحن نختار من يمثلنا في المجلس…صمود شعبنا و جيشنا يفرض علينا أن نختار بوطنية و أن نمارس حقنا بجدارة…سورية تستحق مجلسا يرقى إلى مستوى تضحياتها و آمالها العظيمة في إعادة الإعمار المادي و النفسي.
تحويل مكتبات المراكز الثقافية إلى إلكترونية
فاطمة الأسعد مديرة المركز الثقافي في حمص قالـت:من وجهة نظري أرى أن يشجع عضو مجلس الشعب الشباب من حيث تبني مشاريعهم الثقافية سواء أكانوا شعراء أو قاصِّين أو كتًّاب أطفال أو مسرحيين لإظهار ما لديهم ,وإعطائهم المساحة الكافية للتعبير عن هواجسهم فالطبيعة لا تقبل الفراغ ونحن أمام تحد كبير فيما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي فإذا لم يجد الشباب من يدعم مشاريعهم سيلجؤون لمن يتبناهم ,والمطالبة بتحويل المكتبات في المراكز الثقافية إلى الكترونية بحيث يتسنى لأي شخص الاطلاع على ما تحتويه مكتبة المركز.
التخلي عن المصالح الضيقة
*الدكتورة مادلين الطنوس طبيبة وشاعرة قالت: مايهمني في أداء أعضاء مجلس الشعب هو التخلّي عن مصالحهم الشخصية ومصالح المحيطين بهم ونقل هموم الشّارع بكل جرأة وشفافية ووضوح إلى السلطات العليا لمناقشتها وإيجاد الحلول .
فاديا حنا فنانة تشكيلية قالت: أتمنى أن يأخذوا دورهم بشكل مباشر مع المواطنين وأن يبقوا على تماس معهم ليتمكنوا من الوقوف على حقيقة المعاناة .
شريحة المثقفين يجب أن يمثلها المثقفون
الأديبة غادة اليوسف لها العديد من المجموعات الشعرية والقصصية تقول في هذا الشأن : ما يريده المثقفون من مجلس الشعب تمثيلا حقيقيا ..فهم شريحة من الشعب تخضع لنفس الظرف الاقتصادي والاجتماعي ..غير أنها شريحة تمثل ضمير الشعب وهي بالتالي مسؤولة عن معاينة أداء ممثلي الشعب ويحق له انتقادهم إن تقاعسوا..وعلى ممثل الشعب أن يطرح مشاريع القوانين التي تستجيب لما يلبي حاجات الشعب ككل, وهذا يتطلب الكفاءة التي يجب أن تتوفر بممثل الشعب علميا ومعرفيا ومسلكيا ..ومن المهين أن يمثل شريحة المثقفين أشباه الأميين ..ممن يسعون إلى المنصب كتشريف لا كتكليف ..واهم ما يطلبه المثقف من ممثليه أن يشترعوا قوانين تضمن له حق التعبير وإبداء الرأي بحرية وفق ما سنه الدستور ..ما يطلبه المثقف هو إيلاء الاهتمام به من حيث إتاحة الظروف التي تساعده على التفرغ للبحث والإبداع والنشر لا أن يترك ذلك لرحمة ظرفه الخاص.
الاهتمام بالمفكرين
الدكتورة ميادة إسبر قالت : يُنتظر من ممثلي الشعب الاقتراب من الهم الاجتماعي والاقتصادي والفكري ومواكبة تطلع الشباب بالتزام وجدية ووضع القيمة الإنسانية في درجة عليا والتعبير عن مشكلات الإنسان بكل أبعادها الوطنية والقومية والفكرية فضلا عن الاهتمام الجاد بالمفكرين والمتميزين من الشباب و إيلائهم اهتماما يتناسب وطاقاتهم بوصفهم الطاقة المتجددة الرافدة للحاضر والمستقبل لذلك من الشروط التي تؤهل ممثل الشعب لهذا المنصب أن يمتلك سيرة مهنية ناجحة تعبر عن التزامه وعطائه وعن اقتران القول بالفعل البناء إذا أردنا قيمة قابلة للقياس تعبر عن حكمة وإيمان بالشعب وهمومه وآماله ورؤية وبصيرة متجاوزة للحدث من أجل احتواء المستقبل وتوجيه الحاضر بما يناسب قيم المجتمع ورؤاه.
العمل على مشروع ثقافي رائد
إياد خزعل شاعر وعضو اتحاد الكتاب العرب قال: ممّا لاشكّ فيه أنّ مجلس الشعب يمثّل السلطة التشريعيّة لذلك ننتظر أن يكون أعضاء المجلس قادرين على إدراك هموم الشعب بشكلٍ عميق، والعمل على تحقيق نقلة نوعيّة في القوانين والتشريعات تجعل المجتمع يسير إلى حالةٍ أكثر وعياً ، فالمواطن الذي يعاني شتّى أنواع الفساد الإداري، وسوء الأحوال الاقتصاديّة، وقد صبر طيلة سنوات الحرب الظالمة على الوطن يحتاج إلى مَن يمثّل طموحاته العميقة في دولة القانون والعدالة أمّا الشروط الواجب توافرها في المرشّح، فأوّلها الانتماء الوطني العميق والصادق، ثمّ يليها المستوى الثقافي والمعرفي، والقدرة على ملامسة قضايا الناس بروح المواطنة، و أن يكون قادراً على تجديد التشريعات الاقتصاديّة والقانونيّة والإداريّة والعمل على تفعيل دور القطاع الخاصّ في موارد الدولة وميزانيّتها، والعمل على تحقيق الضمان الاجتماعي والصحي للمواطنين كافّةً , ومن الطموحات أن يكون للمجلس دورٌ فعّال في الاشتراك مع المثقّفين الوطنيّين للعمل على مشروعٍ ثقافيّ رائدٍ تحقيقاً لما طلبه السيد الرئيس من أعضاء اتّحاد الكتاب العرب في هذا الإطار.
- ميمونة العلي
-