يقتنص تجار الأزمات جميع الفرص سواء كانت تهدد بنيان المجتمع أم شرايين اقتصاده فالمهم عند هؤلاء تعبئة جيوبهم بمزيد من الأموال .. واليوم يتحسس ويتلمس المواطنون كيف استغل التجار جائحة فيروس كورونا فعمدوا عن سابق إصرار لاستغلال حاجة المواطن للمعقمات والمنظفات والكحول وجميع مستلزمات الوقاية من هذا الفيروس الذي لم يعرف له حتى الآن ماهية انتشاره وطرق عدواه .
إن زيادة الطلب على مستلزمات الوقاية لا تعطي مبررات لرفع أسعارها ثم ما إن أقرت الحكومة برامج للوقاية حتى بادر بعض التجار للمتاجرة بكل مستلزماتها حتى وصل بهم الغي لنشر أخبار مرعبة عن هذا الفيروس, وهنا سارع الناس لشراء المواد الاستهلاكية وتخزينها لتفوق حاجتهم الشهرية لاستشعارهم نوايا تجار الأزمة برفع الأسعار أضعافا مضاعفة .. والسؤال من يقف وراء شائعات ما يصيب الإنسان أي إنسان من هذا الفيروس الذي يصفه البعض بالقاتل حتى تكونت عند الأغلبية ردات فعل لها أول وليس لها آخر .. والمدهش ترافق رفع أسعار مستلزمات الوقاية مع رفع جملة من أسعار المواد الاستهلاكية أمام أعين عناصر الرقابة. .
و الغريب في الأمر أن بعض القنوات التلفزيونية استضافت أناساً يتم التعريف بهم على أنهم خبراء وكل واحد منهم يروي قصصاً من ألف ليلة وليلة عن ماهية هذا الفيروس .. هذا يقول إن الفيروس لا ينتقل بواسطة الهواء بل باللمس والعطاس, وآخر يدلي بقوله أن الكمامة غير ضرورية إلا لمن يعاني من الرشح أو السعال ..و..و.. لقد بات من الضروريات الأكثر من ملحة التدخل السريع إذا لم يكن إسعافياً من قبل الجهات المعنية ليس بتوفير مستلزمات الوقاية فقط بل بتوسيع ثقافة الاستهلاك فما يحدث هو نتيجة لاحتكار بعض التجار المواد الاستهلاكية وغير الاستهلاكية وإخفائها عن المواطنين بهدف زيادة أسعارها لتباع في أقبية الأسواق السوداء .
إن البعض يغمض عينه عما يعاني منه المواطن المحتاج وكأن وصول الوباء إلى بلدنا لا يعنيهم رغم التحذيرات المتكررة أن كورونا لا يميز بين فقير وغني لذا على الجميع التحلي بالوعي ولاسيما في هذه المرحلة الحرجة لتطبيق الإجراءات الوقائية وتنبيه من لا يلتزم بضرورة تطبيقها .
بسام عمران