الحديث عن السابع من نيسان ذكرى تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي يعني الحديث عن العطاء والبناء ورحلة الانجاز التي صنعتها عزيمة الأحرار فارتسمت لوحة تزين صدر الوطن شموخاً وعطاء ونراها اليوم واقعاً ملموساً في كل بلدة ومدينة . لقد احدث البعث تغيرات جذرية محققا انجازات واسعة في مختلف المجالات التنموية تجلت آثارها على الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية فعمل على تحقيق البناء والنماء وفق ما تتطلبه حاجات المجتمع . لقد جاء تأسيس البعث لأجل الوطن والمواطن فكان الوطن هو الهدف الأسمى لمسيرة الحزب النضالية لأن خير الوطن هو خير المواطن، وعلى هذا الأساس ناضل حزب البعث من أجل رفعة وبناء وتحصين الوطن. إن حزبنا الذي ولد من واقع قضايا الجماهير كان له الفضل الأكبر في بناء سورية الحديثة وتطورها ومنعتها حيث قاد جماهيرها لتحقق انتصاراتها الكبيرة في ساحات النضال ضد كل أشكال التآمر والرجعية كما يقودها اليوم ليحقق انتصاره الكبير على الحرب الكونية التي تستهدف سورية أفرادا ومؤسسات. إن الذكرى 73 لميلاد الحزب محطة مهمة لتقييم الأداء وتجاوز التحديات للنهوض بالوطن على الأسس والثوابت الوطنية في ظل العدوان الرامي إلى تفتيت كيان الدولة وتدمير وتخريب مقدرات سورية خدمة للمخطط الصهيو أمريكي الساعي إلى إضعاف سورية وإخراجها من معادلات المنطقة. إن ما تتعرض له سورية من عدوان لم يكن لولا حالة النهوض الوطني والقومي التي أسس لها حزب البعث وكان مصدر القوة الشاملة التي أخافت أعداء الأمة وفي مقدمتهم العدو الصهيوني وداعموه الدوليون والإقليميون لكن الأعداء تناسوا أن بلدا عمره بعمر الحضارة الإنسانية لن تثنيه الهجمات البربرية عن مسيرته في بناء مستقبل أبنائه,فسورية ستنتصر على الإرهاب والتآمر الدولي والإقليمي بفضل وعي شعبنا ووحدته وتلاحمه مع جيشه الباسل ليبقى الوطن موحدا عزيزا ومصانا. لقد أثبتت جماهير شعبنا في سورية الأبية أنها بوعيها وبقدرتها وبإرادتها الحرة أقوى من أن تنال منها المؤامرات، وتقف صفاً واحداً خلف الجيش العربي السوري الباسل الذي يخوض معركة الدفاع عن الوطن والأمة والكرامة، محققاً الانتصارات الميدانية المتتالية على طريق استكمال عملية القضاء على جميع العصابات الإرهابية المسلحة وإحباط مخططات الذين يقدمون الدعم لها والذين يوظفونها للنيل من وحدة سورية الصامدة وقدراتها ومكانتها الرائدة. إن ما يحققه الجيش العربي السوري من انتصارات على امتداد الجغرافية السورية أثبت أن سورية لن تهزم ولن تركع وستبقى قلعة صامدة مهما تكالب عليها الأعداء.. السابع من نيسان من الأيام الخالدة في التاريخ الحديث لأمتنا العربية التي ولد فيها البعث كأول حركة سياسية جماهيرية استقرأت الواقع العربي وعبّرت عن طموحات وآمال الجماهير العربية الكادحة في التخلّص من الاستعمار ورفض التجزئة والتطلع إلى تحقيق الوحدة العربية. تستقبل جماهير شعبنا هذه الذكرى، وهي تواصل المسيرة بكل عزم وثبات ، مؤكدة أنها ستظل وفية للمبادئ والقيم التي رسخها الحزب. إن التفاف جماهير شعبنا حول حزب البعث والجيش في صورة وطنية مشرفة ترسم ملامح النصر القادم ويدا واحدة لإعمار ما خربته يد الإرهاب الآثمة. في الذكرى 73 لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي نوجه التحية لرجال قواتنا المسلحة الأبطال الذين يشكلون قوة الحق ويرفعون صرح الوطن المنيع وننحني بكل خشوع وإجلال لأرواح شهدائنا الأبرار الذين لبوا نداء الوطن وأدوا الواجب خير أداء ,وضحوا بأرواحهم ليستمر شموخ الوطن.
محمد قربيش