الأدب انعكاس للواقع ,أما وقد سيطرت الكورونا على الواقع بكله وكليله ,فماذا يفعل الأدباء في زمن صبغت فيه الكورونا كل ألوان الحياة بلون الخوف والترقب ,لقد شاركوا مثل باقي الشرائح تعليمات التعقيم وحملات “خليك في البيت” كما كتبوا الكثير عن أدب الأوبئة والأمراض المستعصية …ثم ماذا يفعلون …لقد توقفت الدوريات الثقافية الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب ,الكثير من الأدباء إن لم يكن معظمهم لا يعتمد على الاستكتاب في تدبير أموره المعيشية اليومية لأن جميعهم يعلم أن الأدب لا يطعم خبزاً فالجميع كان ينضد مواده في محالهم عندما تخلو من الزبائن ,أو وظائفهم حيث البطالة المقنعة ,هم يشتغلون في الأدب لأنهم يؤمنون أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان فالإنسانية بحاجة لغذاء روحي فكري وليس فقط لغذاء عضوي .ولكن !؟ هناك أدباء لهم تاريخهم العريق في الأدب ودخلهم الوحيد مما يحصلون عليه من تعويض مادي من الدوريات الثقافية هؤلاء كيف سيتدبرون كفاف خبزهم ,لماذا لا تستأنف الدوريات الثقافية الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب صدورها على شبكة الإنترنت ,مثلها مثل باقي الصحف الورقية التي تابعت النشر على الشبكة ,أتمنى أن لا يطول الرد بحجة التعقيم مما يؤكد أن الكورونا في آلية تفكيرنا وليس في مدارس عُقمت رغم تعطل الدوام فيها ورغم أن فيروس كوفيد 19 يموت بعد ثلاثة أيام من وجوده على أي سطح إن لم يجد جسداً يدخله.
ميمونة العلي