جرائم عديدة ومتنوعة بحق الإنسانية تم تصنيفها وتسميتها وحكمها القانون باستثناء جريمة لم يستطع أن يطالها .. جريمة هذا الفيروس القاتل كورونا, فلا تستطيع قوانين محكمة العدل الدولية في لاهاي توقيفه في سجن أو محاكمته على الأقل إن لم نقل إعدامه ، لاسيما أن هذا المجرم يفتك بأرواح البشر من كل الأعراق والأجناس ودون حسيب أو رقيب أو حتى أن يوجه له أحد الملامة على مايقوم به . والأمر اللافت أن هذا الكورونا لا يخاف أحداً كبيراً كان أم صغيراً غنياً أو فقيراً .. فقد خضعت له حكومات بلاد عديدة واتخذت إجراءات على مستوى العالم دون استثناء خوفاً من تفشيه.. تحضرني هنا قصة نمرود الجبار والبرغشة التي قتلته ..! والجريمة الأخرى اللا جرثومية هي جريمة انعدام الأخلاق والضمائر من قبل نفوس ضعيفة تمارس الخداع والغدر والكذب على الآخرين دون مواربة أو خوف من أحد . فكم من نفس بشرية دمرت بسبب أشخاص “لاتهتز لهم شعرة” كما يقال , إذا مارسوا عقدهم النفسية المريضة من حسد وحقد ولؤم وإلحاق الأذى بالآخرين إرضاء لغرورهم ولذواتهم حيال أشخاص لا ذنب لهم سوى أنهم طيبون.. في زمن باتت فيه طيبة القلب عيباً! نعم إن طيبة القلب في قاموس أخلاق اليوم هي عيب يلصق بصاحبه ,مع أنها نعمة من الله… من يحاسب معلمة في مدرسة إذا ميزت طالب عن آخر دون وجه حق؟ ومن يحاسب شاب وعد فتاة بالزواج وغدر بها وكذب عليها؟ ومن يحاسب شخصاً سقطت منظومة القيم الأخلاقية والإنسانية لديه حيال أفراد أسرته وزملائه .. و ..من …ومن…؟ ومجمل القول: إن إنساناً كهذا لارقيب له يحكمه سوى الضمير فلا رقابة على الإنسان سوى ضميره وأخلاقه ومرجعها بالمجمل للتربية التي تلقاها في منبته الأساسي – أسرته .. ومن شب على شيء شاب عليه.. من أتاح لهؤلاء الأشخاص التصرف على سجيتهم الدونية والتسلط على الآخرين وهل يتوجب على الآخرين تحمل أوزارهم وعقدهم النفسية المريضة . وهناك وباء استعصى على الشفاء, ولم يتمكن أي مختبر أو مركز أبحاث في التوصل إلى دواء له, إنه داء الكذب فأصحابه لا يشعرون بالآخرين ويتعاملون بما يوافق عقولهم المريضة . وكذلك كورونا الحقد والحسد والكذب كابوس يجثم على صدر صاحبه لا يبرح مكانه ولا يمكنه الخروج منه إلا باقتلاعه من جذوره .. وكما يقال:”الناس معادن” والمعادن منها النفيس والثمين ومنها الرخيص .. هكذا جبلت النفوس خاصة المريضة منها والتي تمارس أمراضها وعقدها النفسية على كل من يعيش في محيطها دون حسيب أو رقيب . فالمسألة في العموم تتعلق بالأخلاق والتربية وحسن السلوك …في مجتمع اليوم حيث تراجعت منظومة القيم الأخلاقية فيه بسبب تداعيات الحرب كشفت عن كورونا داعشية إرهابية إلى أخرى جرثومية فتاكة إلى كورونا أخلاقية التهمت ماتبقى من قيم إنسانية . وكأن شاعرنا أحمد شوقي يجسد حالتنا اليوم بقوله : وإنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا .
نبيلة إبراهيم