السادة المرشحون إلى مجلس الشعب القادم لتضعوا-(وهذا فعل أمر على رأي معلمي اللغة العربية ويحق لي أن أستخدم فعل الأمر هنا أولاً لأني معلمة، ثانياً لأني من سينتخبكم)- نصب أعينكم واجبكم ثم واجبكم ثم واجبكم تجاه من مكنكم لتصلوا إلى سدة مجلس الشعب، المعلم ثم المعلم ثم المعلم، ولا تنسوا قول القائد المؤسس حافظ الأسد :”المعلمون بناة حقيقيون لأنهم يبنون الإنسان والإنسان هو منطلق الحياة وغاية الحياة” وتذكروا دائماً أنَّ أول ما فعله القائد المؤسس حافظ الأسد حين تسلَّم رئاسة الجمهورية العربية السورية هو زيارة مدرسته وتقديم احترامه وإجلاله للمعلمين فيها كرمز عظيم لاحترامه لكافة المعلمين، وكذلك فعل السيد الرئيس بشار الأسد. وهنا يحضرني قول لمؤسس سنغافورة (لي كوان):” أنا لم أقم بمعجزة في بلدي أنا قمت بواجبي نحو وطني، فخصصت موارد الدولة للتعليم، وغيرت مكانة المعلمين من طبقة بائسة إلى أرقى طبقة فينا فالمعلم هو من صنع المعجزة …هو من أنتج جيلاً متواضعاً يحب العلم والأخلاق بعد أن كنا شعباً يشتم بعضه بعضاً في الشوارع.” فَيا أعضاء مجلس الشعب القادم ضعوا في حسبانكم أن تعملوا بكل جديّة وعلى أرض الواقع لتسبروا حقيقة ما يعانيه المعلم لتجدوا الحلول المناسبة حتى يكون قادراً على أداء واجبه على مستوى طموحاته وجهوده العظيمة التي لا يوجد راتب مهما كان ضخماً يمكن أن يساوي ما يبذله المعلم من عمل وإرهاق أعصابه وتوتره الدائم من ملاحقة كل صغيرة وكبيرة في شؤون طلابه. وهنا أود أن أشير أن تكريم المعلم الحقيقي يكون انطلاقاً أولاً من الأمر المادي يعني أن يكون راتب المعلم بلا سقف، فوا الله من المعيب أن يعمل المعلم لسنواتِ وقد توقفت ترفيعاته معقول؟؟؟؟!!!! من المفروض أن يكون لدينا قانون يجعل راتب المعلم أعلى راتب في سورية وهذا فقط ما يجعل الناس تنظر إليه باحترام حقيقي. ذات يوم سألني طالب بكالوريا عن راتبي فأجبته بكل شفافية عن سؤاله وإذا به يضحك قائلاً( آنسة أنا بطالع باليوم الواحد أكثر من راتبك بشهر مع أني أعمل بعد الدوام المدرسي). وبغض النظر عما يعمله حقيقةً هذا الطالب، يبقى السؤال: أين أنتم أيها الواضعين للقوانين في سورية من حالة المعلم ليس فقط بالنسبة لراتبه ولكن أيضاً بالنسبة لحمايته من تطاول الطلاب عليه وحتى بعض أولياء الأمور، ؟!!! وبصراحة وضع المعلم كمكانة اجتماعية بدأ فعلياً بالتخلخل خاصّة بعد إلغاء تدريس مادة التربية العسكرية والتي كانت عامل ضبط للطلاب. وهنا أقول أنا مع التطور، ولكن للأسف لم يتم دراسة مجدية وواقعية للبديل عن هذه المادة ولإيجاد نظم وحلول مناسبة للمشاكل التي يواجهها المعلم في حياته المهنية. أخيراً: أرجو للمرشحين لمجلسنا القادم كل التوفيق بحمل الأمانة وتحقيق آمالنا فيهم. وللمعلمون جميعاً بلا استثناء: كل عام وأنتم بألف خير وصحة وأمان ليكون وطننا الحبيب جميعه بسلام وازدهار ولتشرق شمس سورية معلنةً للعالم أجمع أن هاهنا حمص العديّة قلب سورية النابض بالعروبة والحياة.
إبتسام نصر الصالح