الحديث عن فايروس كورونا المستجد هو الشغل الشاغل للعالم برمته وتتصدر أخبار و عناوين الصحف و محطات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي مع ازدياد الخوف و الرعب من تفشي الوباء لاسيما مع استمرار حصاد المزيد من الأرواح يوميا, إذا ما بدأنا الحديث عن السلبيات فهي أكثر من أن تحصى و لا تقتصر على شبح الموت الذي يطارد البشر في كل مكان بل يتعداه إلى موت من نوع آخر وهو موت الحياة في المدن و البلدان وخلو الأحياء و الأسواق و الشوارع من الناس و إلغاء كافة أشكال التواصل الاجتماعي حتى زيارة الأقارب باتت من الأشياء النادرة في ظل تفشي الوباء ..وكأنه جاء ليعزل كل أسرة على حدا ويمنع الاختلاط بين الأفراد .. هذا من جهة و من جهة ثانية فإن الحجر الصحي أدى إلى الوصول إلى وضع سيئ من الناحية المعيشية و تسبب بانهيار الاقتصاد كون أغلب الفعاليات الصناعية و الإنتاجية و التجارية توقفت عن العمل بشكل كلي أو جزئي الأمر الذي أدى إلى تفشي وباء من نوع آخر وهو الفقر لعدم وجود أي دخل يعوض انقطاع الدخل الذي كان يتقاضاه اغلب المواطنين أثناء عملهم .. وإذا ما انتقلنا إلى الايجابيات فإن حجر الإنسان في منزله و تخفيف نشاطه أدى إلى تخفيف نسبة التلوث في البيئة وعودة الطبيعة للتنفس بعد أن كادت تختنق بالأدخنة والسموم وتقليص حجم ثقب الأوزون مقارنة مع الأعوام الماضية .. إضافة إلى نقاء الجو و صفاء المياه وعودة الحياة إلى الأماكن التي كان الإنسان يعبث بها ويلوثها بنشاطاته و أعماله اليومية . فهل سيشكل الوباء نقطة تحول في حياة البشرية ؟ وهل ستكون الأيام المقبلة مختلفة في جوهرها عن كل السنين الطويلة التي مضت من عمرنا ؟؟ نأمل أن يكون المستقبل أفضل .. والسلامة للجميع…