لعل من أكثر المناسبات الوطنية والقومية ، تأثيرا ً في النفس وإثارة مشاعر الذكريات المضمخة بالعز والفخار هي ذكرى الجلاء .. السابع عشر من نيسان ، والتي نحتفل بها كل عام . في الوجدان القومي والوطني، فإن عيد الجلاء رمز لوحدة السوريين و لتضحياتهم وكفاحهم المستمر من أجل الاستقلال .. حارب أجدادنا وآباؤنا المستعمر التركي ثم المستعمر الفرنسي. ونحن نحارب الصهاينة وعصابات الإرهاب .. والهدف واحد : التحرر والكرامة وصون الاستقلال .. لبلد هو قلب العالم ومنه خرجت أقدم أبجدية في التاريخ . في عام 1918 دخلت القوات الفرنسية الساحل السوري وهنا بدأت ثورة المجاهد الشيخ صالح العلي وبعدها بعامين أعلن غورو المحتل الغازي دخوله إلى دمشق إثر معركة ميسلون . في أوائل عام 1919، كما يروي الآباء والأجداد، جاء الشيخ صالح العلي وبعض رجاله إلى بلدة / القبو/ من أجل الدعوة للتطوع في الثورة .. وعاد ومعه عشرات الرجال مع سلاحهم ، ولعل من دواعي فخر واعتزاز صاحب هذه الكلمات ، وبكل تواضع ، أن جده لأبيه / عيسى خليل إسماعيل / كان من بين المتطوعين، فقد ترك أسرته وباع مايملك من ماشية واشترى / بندقية حربية / كما كانوا يسمونها ، تلك الأيام . وعندما قامت ثورة المجاهد إبراهيم هنانو .. كان مجال نضالها جبل الزاوية والشمال ، غير أن الثورة السورية الكبرى كانت الأهم بقيادة المجاهد سلطان باشا الأطرش . صاحب مقولة / الدين لله والوطن للجميع / . لقد أذاق المجاهدون المستعمر الفرنسي الويل وكبدوا قواته المحتلة آلاف القتلى والمصابين.. ولم يتركوا المحتل يرتاح دقيقةً واحدة ً على أرضنا ..!!. والجلاء الذي حصل في السابع عشر من نيسان عام ستة وأربعين وتسعمائة وألف جاء ثمرة التضحيات والشهداء .. ملحمة الجلاء كتبها شعبنا العربي السوري بالدم .. وفي مذكرات أحد الجنرالات المرافقين لغورو جاء بالحرف / هؤلاء المقاتلون السوريون .. يخرجون من الصخور والأشجار والكهوف .. ويفاجئوننا ..!! / . واليوم ، نحن، أحفاد وأبناء المجاهدين الذين صنعوا بالدم الجلاء العظيم .. نصون تراب الوطن ونتصدى لعصابات الإرهاب والإجرام المدعومة من الأمريكان والصهاينة وعملائهما .. وقد أعلنا الانتصار ومستمرون بتطهير تراب سورية من رجس الإرهابيين . إن سورية – قلب العرب والعروبة – ستبقى شامخة الرأس عالية الجبين . المجد لمن صنعوا الجلاء .. والمجد والفخار للجيش العربي السوري حامي الحمى وقيادته الباسلة وشعبه العظيم .
عيسى إسماعيل