لم يبق شيء إلا وعايشه المواطن السوري بتفاصيله المرة من وضع اقتصادي مترد إلى غلاء , فقر , قلة ماء وكهرباء وتدفئة وفي سبيل عزة وكرامة الوطن لم يخضع أو يرضخ أو يركع .. ما نود قوله أن المسؤولية أخلاقية ووطنية في حماية هذا المواطن من تجار الأزمات الفيروس الأخطر الذي يحتاج إلى ردع بالقوة وخاصة في هذه المرحلة الحرجة حيث استفحل الغلاء الفاحش وتفرعن ضعاف نفوس لم يجدوا من يردهم ويضع لهم حداً يلزمهم بالوقوف عنده تحت طائلة المسؤولية والعقوبة , … الأوضاع المعيشية ليست تحت السيطرة – أبداً – ومن أوهمنا أنه بكامل جهوزيته في التصدي للغلاء الفاحش كان مجرد استعراض عضلات و جعجعة بلا طحن والسوق يتكلم ويسوق وفق ما تشتهي أنانية وجشع القائمين على إدارته … أرباح تحصد فاتورتها من جيوب المواطنين من أعصابهم و قوت أولادهم … الواقع بشع وفظيع , غلاء من أمامنا وكورونا من خلفنا , فعلى أي الجانبين نميل .. الوجع موزع والتكيف مع الحالة صعب جداً .. فلسفة المعنيين عبر الإعلام لا تغني ولا تبلسم جراح الفقير المعتر , المتنفعون من الأزمة تكاثروا بطريقة تفوق تكاثر كورونا والتدخلات الايجابية لم تكن على المستوى المطلوب والنخوة التي عصفت بمؤسسة السورية للتجارة – مشكورة – من خلال سياراتها الجوالة خطوة جميلة لكن ما هو غير جميل أن توازي بأسعارها المحال التجارية , يعني الربح الفاحش قائماً وليس كرمى عيون المواطن . وكان يفترض إيجاد وسيلة تكسر حلقة الوساطة بين الفلاح والمستهلك في هذه الأوقات الصعبة والبيع من المنتج إلى المستهلك مباشرة وليس عبر متنفعين .. فكيف نطيح بالأسعار وكيلو الليمون بـ 1700 ل.س والبطاطا وصلت منذ أيام الى 700 ل.س والمادتان من انتاج أرضنا الخضراء .. يوجد تخبط واضح وبدل محاربة وقمع تجار الأزمات أولئك , خرج المعنيون بقرار وهو استيراد البطاطا المصرية , ومع أن البطاطا السورية متوفرة وكنا نصدر الفائض منها إلى لبنان والأردن بكميات وافرة وحالياً تهرب عبر المنافذ الحدودية إلى لبنان إضافة إلى أن العروة الربيعة في أوج خروجها للسوق فليحارب الفلاح بها طواحين الهواء لأنه الخاسر الأكبر في تلك الحلقات … لايوجد خطط فعالة للسيطرة على السوق تشعر المواطن بالطمأنينة وتخفف من معاناته والبطاطا هذه المادة البسيطة مثال واضح يفترض توفرها بسعر منطقي لكن طالما ثقافة التنفع والتهريب قائمة بحكم التراكم وعدم المحاسبة ووجود من هم ليسوا أهلاً لحمل الامانة كل هذا سيزيد الأمور سوءاً ووجعاً .. نحتاج تعاوناً وجدية في ضبط السوق وكبح جنون الأسعار .. نحتاج في هذه الأوقات العصيبة إلى إعلان محبة و إنسانية وجهوزية لتقديم كل عمل خير يرتقي بالحياة المعيشية للمواطنين .. كماشة الغلاء تسهم في خنق المواطن وتجعله ” ينسى ” كورونا ” ويلقي بنفسه في أي تجمع على أبواب الصالات لشراء المواد التموينية أو محل سمانة أو خضار يبيع بسعر أقل من غيره أو وراء سيارة جوالة لفاعل خير توزع الخبز مجاناً على أساس أن البحصة يمكن أن تسند جرة .. وعلى أمل أن يجد مسؤولونا والقائمون على حماية المستهلك مفاتيحهم التي مازال البحث جارياً عنها- وسيبقى -إلى أجل غير مسمى ..و إنما الأمم أخلاق ..
حلم شدود