مائة وخمس سنوات مضت ، لكن الذكرى المؤلمة تبقى .. مأساة إنسانية ، جرائم يندى لها جبين الإنسانية , وسوف تبقى وصمة عار في جبين العثمانيين وتاريخهم الملآن بالجرائم والعدوان والنهب والقتل إلى يومنا هذا ..!! هي مجازر بحق شعب مسالم عرف بوداعته وذكائه ونقاء سريرته “الشعب الأرمني” ,وقد ارتكب العثمانيون بحقه مجازر إبادة وتعرض من استطاع منه الفرار للملاحقة ..!! لماذا ؟!! الأرمن الذين كانوا يعيشون في تركيا ، هم بموجب القانون ، أتراك لكن الأتراك أرادوا التخلص منهم بالقتل .. هكذا ببساطة ..!! وبين عامي (1915-1917) قتل أكثر من مليون ونصف أرمني . يجمعون الأرمن خارج قراهم وأحيائهم ..ويطلقون الرصاص عليهم أسرة بعد أسرة ، يبدؤون بقتل الأطفال والأولاد ثم الأب والأم , هكذا بكل برودة أعصاب . أراد الأتراك في أواخر أيام السلطنة سيئة الذكر ، تطهير تركيا من الأرمن .. واستقدام عائلات المرتزقة من بلدان أخرى ممن حاربوا معهم .. تماماً كما يحصل اليوم في الشمال السوري . لا يستطيع أحد من المؤرخين إلا أن يرد العامل الرئيسي لهذه الإبادة للأرمن إلى السبب العرقي البغيض ، ولأن الأرمن لم يكونوا مع الحروب والاحتلالات العثمانية ، مع أنهم كصناع وحرفيين مهرة جندوا لخدمة الدولة العثمانية . وقد ترافقت عمليات الإبادة بعمليات تغيير ديموغرافي على الأرض وجاء غرباء ليستولوا على أملاك الأرمن . أكثر من مليون ونصف المليون ضحية من الأرمن , وقلة منهم استطاعوا الفرار خارج تركيا إلى سورية والعراق ، ويذكر التاريخ أن الأرمن الذين وصلوا المدن السورية ، لاسيما دير الزور ، لاقوا ترحيباً وتعاطفاً معهم . مشاهد مرعبة لنساء وأطفال وعجائز ينال منهم الرصاص التركي وإذا نفد الرصاص فالحراب والسكاكين والفؤوس تنال منهم .. وكان الأتراك القتلة – أو فرق القتل – تتأكد من أن هؤلاء الأرمن قد لفظوا أنفاسهم الأخيرة قبل أن تلقى جثثهم في حفر كبيرة . الأتراك ارتكبوا مجازر كثيرة ، ليس بحق الأرمن فحسب ، بل بحق الآشوريين واليونانيين ومجازر كثيرة بحق العرب .. في معركة مرج دابق شمال حلب قتل السلطان المحتل سليم عشرين ألفاً في أثناء احتلاله لسورية وضعف هذا العدد في العام التالي 1517 في معركة الريدانية عندما احتل مصر . واليوم ، التاريخ يعيد نفسه أردوغان القاتل ، اللص ، عدو الإنسانية، استقدم آلاف الإرهابيين إلى سورية وجيشه المجرم يحتل شريطاً يضم عددا من القرى والبلدات.. وهو يقوم بتهجير المواطنين السوريين في عدد من القرى والبلدات مثل رأس العين وعفرين .. من أجل استقدام أسر المرتزقة الإرهابيين الذين يطاردهم الجيش العربي السوري . أردوغان يجتر الهزيمة .. ومشروعه سقط ، تحت أقدام الجيش العربي السوري .. سيذكره التاريخ ، كما يذكر أسلافه القتلة الذين يفخر بهم ، على أنه قاتل ومحتل ومجرم .. ومهزوم ومأزوم..!!
عيسى إسماعيل