الأول من أيار عيد الأيدي المعطاءة … عيد طبقتنا العاملة المنتجة .. عيد المنتجين أصحاب السواعد السمر التي تبني وتعمل على بناء الوطن والدفاع عنه .
عمال سورية أكدوا قدرتهم على تقديم التضحيات وحرصهم على عزة وطنهم وكرامته وقوته وتمسكهم بشموخه وسيادته من خلال إصرارهم بالاستمرار بالعمل لتطوير الإنتاج والمساهمة بدعم اقتصادنا الوطني وتأمين احتياجات المواطنين والسوق المحلية في ظل الحصار الاقتصادي الجائر المفروض على سورية من قبل الغرب الاستعماري ,فكانوا بما قدموه من تضحيات وما بذلوه من جهود خلال سنوات الحرب التي شنت على بلدنا مثالا للوفاء والعطاء لوطنهم و شركاء في صنع الانتصار ومواجهة المؤامرة التي يتعرض لها الوطن .
بفضل عمالنا وتشبثهم بمصانعهم ومؤسساتهم ودوران العجلة الإنتاجية استطاع اقتصادنا الوطني أن يصمد في وجه الحصار الاقتصادي الجائر بالإضافة إلى جهودهم وحرصهم على حماية معاملهم واستمرارية إنتاجيتها وإعادة تأهيل المصانع والمؤسسات التي دمرها الإرهاب واليوم يعول عليهم الكثير في مرحلة البناء وإعادة الإعمار.
العاملون على خطوط الإنتاج وفي القطاع الصحي والخدمي استمروا ببذل الجهود وتقديم الخدمات والأعمال الموكلة إليهم في جميع القطاعات دون توقف رغم الظروف الراهنة المرتبطة بالإجراءات الاحترازية المتخذة للتصدي لفيروس كورونا ,وجسدوا إرادة الحياة والعمل والإنتاج .
العاملون في القطاع الصحي والخدمي وجهوا لأبناء شعبنا رسالة واحدة مفادها “نعمل من أجل سلامتكم.. فالزموا بيوتكم “ولعل هذه العبارة تختصر الكثير من المعاناة التي قد تواجه الجميع في حال عدم الالتزام بالتعليمات الصحية والإجراءات الاحترازية وعلى رأسها البقاء في المنازل خلال هذه الفترة وتجنب التجمعات تحت أي ظرف لقطع سلسلة العدوى والوصول إلى بر الأمان.
عمالنا الرديف الحقيقي للجيش العربي السوري الذي يسطر أبطاله ملاحم بطولية لدحر الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى الوطن وكان لصمود عمالنا في مواجهة الحرب الاقتصادية والمالية دور بارز في إفشال مخططات ورهانات الأعداء والمتآمرين الذين فككوا المصانع وسرقوها وباعوها للسلطان العثماني الجديد ودمروا البنى التحتية وحاولوا قطع شرايين التنمية الصناعية والزراعية والتأثير على الوضع المعيشي للمواطنين لكن محاولاتهم باءت بالفشل ولم يحصدوا سوى الخيبة والخذلان .
ما نود التأكيد عليه أن عمال سورية كانوا في مقدمة من تصدى لجرائم المجموعات الإرهابية المسلحة وقدموا الشهداء في سبيل الحفاظ على المكتسبات العمالية وعلى المعامل والمؤسسات والمنشآت الصناعية التي يعملون فيها وواصلوا العملية الإنتاجية لتأمين متطلبات شعبنا الصامد غير آبهين بالمخاطر التي تعرضوا لها على يد التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي عاثت قتلا وتخريبا وتدميرا .
إن عمال سورية اليوم أكثر تصميما على الدفاع عن المكتسبات الوطنية وصروح الاستقلال والتنمية في وجه الإرهاب وبذل المزيد من الجهد والعرق والدم من أجل تطوير هذه الصروح بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد .
إن الاحتفال بالأول من أيار عيد العمال العالمي يأخذ أهميته في تأكيد عمالنا على مواصلة نضالهم وكفاحهم واستعدادهم الدائم لتقديم المزيد من التضحيات للتصدي للهجمة الإرهابية التي تستهدف دور سورية الوطني والقومي وكافة الإنجازات التي تمت في مجال بناء مجتمع يتطور باستمرار ودولة تحافظ على سيادة الوطن واستقلاله الحقيقي.
تحية لكل من يقدم الجهد والعرق لتبقى راية الوطن خفاقة وكل عام وعمال سورية وتنظيمهم النقابي بخير .
محمد قربيش