قطع التحضير للموسم الزراعي أشواطا في انتظار موسم مجز وسط مخاوف من أن يلاقي المحصول ما وقع في الأعوام الماضية من خسائر بحيث أن المردود لا يتناسب مع الكلف بسبب ضعف السياسة التسويقية وعدم تصريف الإنتاج وكساده وبيعه بأسعار غير مجزية هذا إذا سلمت المحاصيل من جوائح عوامل الطبيعة من عواصف ورياح قوية وأمطار ممزوجة بحبات البرد كما جرى لمحصول التفاح في عموم المناطق وتم التعويض للمزارعين المحظوظين فقط .
يختلف هذا العام عن سابقيه بارتفاع أسعار تكاليف الإنتاج من أسمدة وحراثة ونقل وارتفاع جنوني بأسعار المبيدات الزراعية التي لا تخضع للرقابة لا من قريب أو بعيد مما يجعل الفلاحين في حيرة من أمرهم وكيف سيتدبرون أمورهم …
إن ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي بشكل كبير يؤثر على إنتاج المحاصيل كما ونوعا لأن الفلاح ليس بمقدوره شراء كامل حاجة المحصول من الأسمدة والأدوية الزراعية والمازوت وغيرها هذا إن توفرت, فارتفاع أسعارها يسهم في ارتفاع تكاليف الإنتاج بعد إضافة الكلف الأخرى كارتفاع أسعار النقل والأيدي العاملة والحراثة وغيرها…. ناهيك عن تضاعف أسعار المبيدات الزراعية التي في غالبها مهربة ومغشوشة وغير معروفة المصدر وبعيدة عن الرقابة بالإضافة إلى أن القائمين على بعض الصيدليات الزراعية ليس لهم علاقة لا من قريب ولا من بعيد بهذه المهنة لان الرخصة مستأجرة ممن تمنح لهم هذه الرخص مقابل مبلغ من المال متفق عليه بين المؤجر والمستأجر وبات الأمر معروفا ومكشوفا لدى الجهات صاحبة العلاقة فهل يوضع حل لمثل هذه المخالفة؟
وأخيرا كان الله بعون الفلاح الذي ليس له مورد عيش إلا من هذه المهنة الشاقة التي أصبحت تجارة خاسرة للفلاح والمستهلك والرابح الوحيد التاجر .
محمود شبلي