الشهداء قناديل العزة والفخار وعنوان الشموخ والرجولة ,جسدوا قيم الكرامة بأسمى معانيها واستبسلوا في الدفاع عن الوطن ومقارعة الأعداء والخونة والمتآمرين فكانت كلماتهم التي خطوها بمداد دمائهم عناوين المجد والخلود.
السادس من أيار يوم الشهادة والشهداء ،وعنوان التضحية والفداء ،وحلقة في سلسلة المحطات المضيئة في تاريخ سورية وتاريخ العرب المعاصر ،حيث سطر الأحرار المناضلون زعماء النهضة العربية أنصع صفحات المجد والبطولة ،عندما وقفوا بشموخ وكبرياء للذود عن وطنهم والدفاع عن أمتهم في مواجهة المحتل والاحتلال وقدموا أرواحهم الطاهرة قرباناً للحرية والكرامة 0
لقد جسدت ظاهرة الشهادة والدفاع عن الوطن حالة من العطاء اللامحدود للإنسان العربي السوري حيث توج صموده وتضحياته أجمل الانتصارات في السابع عشر من نيسان 1946 وفي حرب تشرين التحريرية كتب المقاتلون قصة المجد العربي العتيد يوماً مجيداً من أيام العرب الخالدة مفخرة للأجيال على مدى الزمان,وهاهو الشعب السوري منذ أكثر من تسع سنوات يقدم قوافل الشهداء الذين هم امتداد لسفر من البطولات والتضحيات الكثيرة التي كانت سراجا ينير أمامنا الطريق ويقوي من بصيرتنا ونحن نستشرف الآتي موقنين بأن من صنع الاستقلال الأول لسورية سيصنع بكل تأكيد جلاءها الثاني يوم تطهير كامل التراب السوري من رجس الإرهاب و القضاء على آخر إرهابي متواجد على أرضنا والتي ستكون مقبرة لهم جميعا.
الشهداء ضحوا بأرواحهم في سبيل رفعة الوطن وعزته وكرامته ليرسموا للأجيال القادمة طريق المقاومة والنضال ويقدموا برهانا ساطعا على انتصار إرادة الشعوب في سبيل حريتها وكرامتها على قوى البغي والعدوان مهما بلغ جبروتها
وها هم السوريون اليوم مع إشراقة شمس السادس من أيار يعيشون عصرا من بطولات أبطال الجيش العربي السوري الذي يحقق انتصارات مشرفة على مساحة الوطن يطارد فلول الإرهاب المدعوم خارجيا ويقضي عليه باستبسال غير مسبوق.. يسطر ملاحم أسطورية في ضرب معاقل الإرهابيين ويلحق الهزيمة بهم وبداعميهم من الغرب الاستعماري ومن لف لفيفه.
شهداؤنا الأبرار لم يبخلوا بعطاء أو فداء فكانوا الأجدر بحمل رسالة الوطن الحضارية وبالدفاع عن كرامته والنضال لتحقيق أهدافه الوطنية والقومية والإنسانية,فسجلوا صفحات ناصعة مشرقة ومشرفة في سفر الوطن وتاريخه,وسطروا أروع البطولات ليبقى الوطن حرا كريما منيعا قادرا على مواصلة العطاء والبناء والنضال . في عيد الشهداء نستذكر الشهداء الصحفيون أصحاب الأقلام والكلمات ورواد الحقيقة الذين سالت دماؤهم الطاهرة الزكية كالحبر في أقلامهم دفاعا عن الوطن ودعما للحقيقة وتعرية لأكاذيب ونفاق الإعلام المعادي المضلل.
إن شهداء الإعلام الوطني الذين حملوا أقلامهم وكاميراتهم ورفعوا الصوت عاليا بكلمات الحق جنبا إلى جنب مع بواسل جيشنا وقواتنا المسلحة ضد العصابات الإرهابية التكفيرية المرتزقة كشفوا المؤامرة وأسقطوا أقنعة داعمي الإرهاب ومموليه ما أغضب الملوك والأمراء وأسياد الظلام فكان استهداف الإعلام ورجاله الشرفاء بالاغتيال والخطف والتفجير وقذائف الموت.
ما نود الإشارة إليه أن شهداء الجيش والإعلام معنيان مترادفان ووجهان ثابتان لجوهر واحد هو جوهر الحق وحب الوطن بتقديم التضحيات تلو التضحيات تعزيزا لقيم المواطن والوطن واستمرارا للصمود وإعادة البناء بناء البشر والحجر .
حتى الآن لم تتوقف قوافل الشهداء الذين تجود بهم المدن والقرى السورية وكل بقعة من ارض سورية الغالية, نستمد من دمائهم القوة والشجاعة ومن أسرهم الصبر والثبات في وجه الإرهاب الأسود ,ونحن متفائلون في الانتصار الذي بات قريبا بفضل بطولات بواسل الجيش العربي السوري , وتضحيات الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر.
إن الهامات تنحني تقديراً لعظمة الشهادة والشهداء الذين قدموا أمثولة في البذل والعطاء، فما قدموه لا يقدر بثمن لذلك يشكلون منارة تهتدي بها الأجيال, ومن هذا المنطلق لن ننسى شهداءنا مستمدين منهم العزيمة والإصرار ومستلهمين منهم قيم التضحية والفداء لتعيش سورية أبية في وجه كل التحديات والمؤامرات .
محمد قربيش