نقطة على السطر … شم ولا تدوق !

كان متأكداً أن طبق التحلية الذي سيعده شيف إحدى المحطات التلفزيونية السورية لذيذ جداً وسينال إعجاب المشاهد نظراً لغناه بالجبنة والموز والبندق وكريم الكراميل و … وذلك بعد تناول وجبة الإفطار في شهر رمضان … وأنا حقيقة شاركت زوجي الرأي بأن الطبق شهي جداً ولكن …؟! …أتساءل هل فعلاً حقق معدّو هذه البرامج الغاية منها في إعداد 30 طبقاً رمضانياً لتعليم ربات البيوت طريقة التحضير والطبخ  خاصة أنهن في حيرة من أمرهن ماذا سيعددن من طعام لوجبة الإفطار….

في كل يوم لحم غنم أم عجل أم فروج أم سمك ولكن على أرض الواقع وفي ظل ارتفاع الأسعار الجنوني أصبحت تكلفة صحن السلطة  ألف ليرة سورية فمن يستطيع إعداد الوجبات الأنفة الذكر .

على ما يبدو أنهم نسوا أن أصحاب الدخل المحدود اليوم وبعد الحرب لا يقوون على تغطية كامل أيام الشهر  بالحد الأدنى من الاحتياجات المعيشية اليومية من غذاء  ومنظفات  والاحتياجات الضرورية الأساسية الأخرى بعيداً عما بتنا نسميه كماليات.

كفى استهتاراً بالمواطن وبمشاعره وبإمكاناته المادية المحدودة فهو غير قادر إلا على النظر إلى السلع والحلويات واللحوم  دون التمكن من شرائها.. وكفى استعرضاً زائفاً في تقليد المحطات الأخرى بالمفاخرة والمباهاة في عرض أصناف الطعام وطريقة تحضيرها.. وليس هذا البرنامج فحسب.. بل البرامج الأخرى التي تصنف تحت اسم برامج المسابقات وعلى المواطن تعبئة رصيد لايقل عن 1000 ل.س في جواله ليحظى بالرد على اتصاله بعد انتظار يطول ويطول ,وتلك البرامج ليست إلا وسيلة  لقيام الممثلات والمقدمات بالاستعراض والظهور كل سهرة بمظهر ولباس (لوك) جديد …

والأنكى من ذلك إعجاب المقدمة وانبهارها الشديد بالإجابات على أسئلة أقل ما يقال عنها أنها سخيفة …

كفاكم استخفافاً بعقل  المشاهد وبجيبه.. فبرامجكم ليس لها أي مضمون.

 نبيلة إبراهيم      

المزيد...
آخر الأخبار