يبدو أن الكورونا قد أثرت على كل المهن ,باستثناء مهنة الدروس الخصوصية ,فقد اقترضت زميلتي الصحفية قرضاً, وبدأت بصرفه من أجل الدروس الخصوصية على ابنها في الصف التاسع ,لأنها كما تقول ضيَّع الكثير من الوقت في زمن الحجر وخاصة في البداية حيث كان
القلق يلف الأجواء العامة ,وهي حريصة على التعويض له لأن مستواه الدراسي وسط وقد برَّرت إصابتها بحمى الدروس الخصوصية_وهي التي كتبت عشرات الزوايا تكافح فيها هذه الظاهرة _ بأن الطالب الذي لا يتمكن من الحصول على العلامات العامة فإنه سيتجه حتماً للتعليم المهني أي أنه سيفشل في إيجاد وظيفة دائمة تؤمن له دخلاً ثابتاً,هذا هو منطق محاكمتها للأمور, وهي تعبر عن شريحة كبيرة من أهالي الطلاب في شهادة التعليم الأساسي .
السؤال الذي يطرح نفسه هنا إلى متى ستبقى نظرة المجتمع للتعليم المهني والفني على أنه تعليم مهمش لا قيمة له , هل فقط لان معدل القبول متدن ,فمن يكمل تعليمه في الثانويات العامة (علمي ,أدبي) هم الطلاب المجتهدون ,أصحاب المعدلات العالية ومن يتابع في التعليم المهني والفني (صناعة ,تجارة, زراعة, فنون ,معلوماتية ) هم أصحاب المعدلات المتدنية , وبالتالي تكوين نظرة مجتمعية بأن التعليم المهني للطلاب المقصرين الذين لا يتمتعون بمقدرة علمية جيدة تمكنهم من التعليم العام .
وما يلاحظ هو حجم التسرب الكبير من هذا التعليم رغم تطبيق التدابير الكثيرة من وزارة التربية ربما لأن فرص متابعة الدراسة في المعاهد محدودة جداً ,والجامعات لا تقبل سوى العشرة الأوائل بحسب الاختصاص ,ولعل تأمين فرص عمل لخريجي التعليم المهني وتأمين فرص دراسة جامعية لخريجي مختلف الاختصاصات المهنية وقبول عدد أكثر من العشرة الأوائل من شأنه أن يعيد الاعتبار للتعليم المهني ومكانته في المجتمع خاصة وأن ما تتقاضاه (كوافيرة ) نسائية أجرة تجهيز عروس في ساعتين يفوق راتبي لشهرين بعد عشرين عاماً من العمل في الصحافة .
ميمونة العلي