لم تعد أخبار الساحات العامة في المدن والبلدات لعرض المنتجات الزراعية والاستهلاكية من المنتج مباشرة للمستهلك تغري المواطن إذ أصيب بخيبة أمل كبيرة نظراً لارتفاع حدة الأسعار كغيره من الأسواق الشعبية العادية ..
فما إن وجد المستهلك فسحة أمل وانفراجة بعد السماح من قبل الحكومة لفتح تلك الأسواق ،كانت المفاجأة أن الأسعار ما زالت على حالها تفتح نيرانها لتحرق قلوب من يحاول الاقتراب من لهيبها الذي اشتد سعيرها في وقت بات فيه الحاجة يتضاعف أضعافاً مضاعفة ..وعلى ما يبدو فالماء كذبت الغطاس ،إذ لم يتم تخصيص تلك الأسواق للفلاحين والمنتجين الحقيقيين لبيع منتجاتهم من المنتج إلى المستهلك مباشرة ،بل ما زال التجار الحيتان مسيطرين على تلك الأسواق بسياراتهم الخاصة بل ويرفعون من وتيرة جشعهم ..وما زال المنتجون الزراعيون يعانون من استغلال الحلقات الوسيطة (تجار الجملة ونصف الجملة ) وفرض الأسعار التي يريدونها لتذهب معظم الأرباح لجيوبهم التي تعاني من النهم والجشع وحب الاستغلال ..
الزراعة بالنسبة للفلاح حياته وروحه ورافد أساسي لمعيشته أولاً وللمستهلكين ثانياً ،لكنه في هذه البادرة الجديدة لم يستفد من إنتاجه قيد شعرة ،ولا المستهلك غنم من وراء رخص أسعار كان يأمل بها في تلك الأسواق الشعبية ..
فالأسعار لا تزال مرتفعة مابين خضار وفواكه ومنتجات غذائية أخرى ولا تصل إلى أحلام الفقراء من الفلاحين والمستهلكين معاً ،ليبقى الإقبال ضعيفاً جداً ،والأسعار تختلف من محل لآخر وفقاً لأهواء التاجر الذي بات يلعب على حبال حاجات المواطن .
لتبقى جيوب المواطن العادي تئن وتتوجع تحت وطأة الغلاء وأنيابه المفتوحة للنهب ،تتصارع الهموم في قلبه الواجف وليتساءل ويفكر ترى هل جفت الحلول وخرجت من أيدي المعنيين ؟!!،إذ غدت أوقاته موزعة بين عبارات الحديث عن الغلاء الفاحش ولهيب الأسعار و في أحسن الأحوال إطلاق نكات لاذعة تناسب الوضع الراهن ليخفف وطأة الحال ،وبين انتظار طال وتمدد.. أخبار تطمئن القلوب وبإيجاد بوادر حلول أكثر نجاعة تفتح المجال الأرحب لتقديم الأفضل وترميم الثغرات التي توسعت وفاضت والتقاط كل ما ينغص حياة المواطن ومعالجتها لإكمال مشواره الحياتي .
هي مسافة من الفضفضة الكلامية وربما أحلام لنفث ما يعتمل في صدورنا من أوجاع مؤجلة ….
عفاف حلاس