اثنتان وسبعون سنة مضت على المنعطف الأخطر في تاريخ العالم والجريمة الأكبر في العصر الحديث.. شعب آمن يعيش على أرضه منذ ماقبل التاريخ ، يفاجأ بالعصابات الإرهابية الصهيونية، بالتواطؤ مع سلطات الانتداب البريطاني وبناء ً على وعد بلفور المشؤوم .. هذه العصابات تقتل وتدمر وتحرق .. وتطرد الفلسطينيين من ديارهم .. بهدف إنشاء الكيان العنصري الصهيوني !!.
القضية الفلسطينية ، تبدو من الخارج ، باختصار، واضحة وقضية حق، يفهمها المرء أينما كان وإلى أي جنسية انتمى ، غير أنها بالتداعيات والنتائج هي أعقد قضايا العصر , سجل ضخم من الجرائم الصهيونية ضد الفلسطينيين والعرب في الدول المجاورة ، وسجل ناصع من المقاومة والاستشهاد من أجل تحرير فلسطين والجولان ومزارع شبعا ..!!
الخامس عشر من أيار ليس نكبة فحسب ، بل هو جريمة العصر ضد الإنسانية ، ومع هذا التاريخ، ومثلما بدأ سجل المقاومة الناصع من أجل شرف الأمة العربية وكرامتها، أيضا ً بدأ سجل الخيانات والمؤامرات والمساومات وصولا ً إلى الدعوة العلنية إلى التطبيع ، التي سبقتها خطوات التطبيع مع العدو الصهيوني .
هما مشروعان : المشروع الصهيو أمريكي الباطل ، القائم على الاحتلال والقتل والتدمير ، في انتهاك لكل القيم الإنسانية والشرائع السماوية ، والمشروع الثاني مشروع المقاومة الذي يجسده محور المقاومة ، سورية والمقاومة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية، وفي النهاية محور المقاومة سينتصر.
لنا في انتصار تشرين وهزيمة الصهاينة في لبنان وتاريخنا المشرف ، ما يجعلنا نؤمن بحتمية النصر وحتمية تحرير الأرض المحتلة ، وعودة الشعب العربي الفلسطيني إلى أرضه، وهذا الحق مقدس، ومصان من قبل الشرعية الدولية والديانات السماوية.
فلا ” أم هارون” ولاغيرها من فقاعات التطبيع مع العدو، والتطبيع الفعلي معه من قبل أعراب الخليج وغيرهم ، يستطيع أن يخدش جدار المقاومة الذي لم تستطع أمريكا والصهاينة خدشه على الرغم من القوة العسكرية والاستخباراتية الهائلة لهما .
للقدس ولفلسطين ” حراسها ” الذين يتصدون لسهام الصهاينة وسهام التطبيع ، ولن يهنوا ولن يحزنوا، فقد بشر الله أصحاب الحق بالنصر ” انتصر الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا”.
طردنا الصليبيين ، بقيادة صلاح الدين الأيوبي ، بعد احتلال دام أربعمائة سنة.. وتحررت القدس ” فإذا لم يستطع جيلنا المقاوم أن يحررها ، فالأجيال القادمة المقاومة سوف تحررها بالتأكيد ” كما قال القائد المؤسس حافظ الأسد .
عيسى إسماعيل