غول الأسعار يلتهم فرحة العيد … هموم وأعباء إضافية رغم صرف الرواتب مبكرا .. تنوع المعروضات لم يحسن القدرة الشرائية
عاد العيد بحال جديد ، فهو لم يرسم البسمة العريضة على وجوه العديد من الأطفال وذويهم ، كما اعتادوا خلال الأعياد السابقة ، فالغلاء الفاحش فاق حدود المعقول و القوة الشرائية للمواطن ، وحلقت الأسعار فوق حدود الخيال والمتوقع..
ورغم الحظر المفروض منذ فترة الشهرين للحد من انتشار فايروس كورونا وحرصا على سلامة المواطنين ، إلا أن المواطن صعقه الغلاء الذي طال كل شيء وخصوصا ملابس العيد والتي ترافقت مع تبدل المواسم من الشتاء إلى الصيف ،وبالرغم من صرف رواتب العاملين بوقت مبكر، إلا أن المواطن فضل تأمين الاحتياجات الأساسية من الطعام والشراب في شهر الصيام، على الملابس وغيرها من المظاهر الأخرى المتعلقة بالعيد كالضيافة والحلويات المتنوعة ..
لا يوجد قوة شرائية
بدأت أسواق حمص كالسوق المسقوف و الدبلان و الأسواق في الأحياء ، وغيرها، تشهد تجمعات جيدة ولاسيما بعد تأخير ساعة الحظر وعودة وسائل النقل العامة للعمل قبيل اقتراب عيد الفطر السعيد حيث من المتوقع أن تشهد الأسواق إقبالا من قبل المواطنين وخاصة في العشر الأخير من شهر رمضان المبارك وسط اكتظاظ في بعض الأسواق و خلو غيرها ، وهذا لا يدل بالضرورة على حركة شرائية كبيرة والكثير من المواطنين يمرون بالسوق ويعودون خاليي الوفاض إلا فيما ندر أو إذا اشتروا حاجاتهم الضرورية …
كل هذا يترافق مع موجة الغلاء الكبيرة قبل عيد الفطر بأيام قليلة وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية .
مع اقتراب العيد ..ترتفع الأسعار
بدأ أصحاب المحال التجارية برفع الأسعار بشكل كبير لكافة البضائع وخاصة الثياب والأحذية حيث أصبح حلم المواطن شراء ثياب العيد لأولاده على الأقل.
فيتراوح سعر البنطال و الكنزة للشاب ما بين 10 ألف إلى 15 ألف ليرة و ترتفع الأسعار حسب جودة القطعة بينما وصل سعر الحذاء إلى 12 ألف ليرة ، وقد أكدت إحدى السيدات أنها اشترت حذاء لابنها بـ9 آلاف ليرة وفي اليوم الثاني أرادت شراء مثيله لابن أختها ولكنها تفاجأت أن سعره أصبح 12 ألف ليرة ، وقس على ذلك العديد من الأشياء والتي تكون في معظمها من الضروريات..
أما الأسعار الخيالية لثياب الأطفال فحدث ولا حرج ، فسعر القطعة الواحدة يبدأ من 4 آلاف ليرة في الأسواق الشعبية و يتضاعف السعر في باقي الأسواق.
وبالنسبة لحلويات العيد فالحال ليس بالأفضل ، فتبدأ تسعيرة كيلو الحلويات الشعبية من 10 آلاف ليصل سعر الكيلو الممتاز لنحو 35 ألف ليرة ..
كما ترتفع أسعار المواد الغذائية والخضراوات بشكل كبير ليصل مصروف المواطن بشكل يومي على أقل تقدير 5 آلاف ، وفي شهر رمضان المبارك يحتاج لنحو 200- 300 ألف ل.س بينما متوسط راتب الموظف50 ألف ليرة .
الأسواق .. ” للفرجة “
في جولة للعروبة على بعض الأسواق رصدت حركة الناس في الشوارع وتنقلهم بين المحال، و كان من الملاحظ أن أغلب المواطنين يقتصر دخولهم على المحال للسؤال عن الأسعار فقط بسبب الغلاء الفاحش ، والذي لا قدرة للمواطن على استيعابه ، بينما تشهد الطرقات الرئيسية حركة ملحوظة في الشوارع.
مضر صاحب محل لبيع الألبسة أكد أن أسعار الألبسة سجلت ارتفاعاً كبيراً مقارنة مع الفترات الماضية، وهي تختلف من سوق إلى آخر ومن شركة لثانية ، وتعتبر هذه الأسعار جيدة مقارنة مع ألبسة وأحذية الماركات الأجنبية، حيث يصل سعر القطعة الواحدة حتى 150 ألف ليرة..
وقد أكد لنا أحد الزبائن الذي رفض أن يشتري من هذا المحل نتيجة الغلاء أن المواطن سيلجأ لمحال الألبسة المستعملة “البالة” لتأمين احتياجاته بأسعار منخفضة مقارنة مع الأسواق العادية ، ورغم ذلك فالبالة ليست بأفضل حال فقد طالها الغلاء أيضا.
محمود العامل في محل للألبسة النسائية قال: إن حركة البيع تتراجع عاما بعد عام بعد ارتفاع الأسعار منذ ثلاث أو أربع سنوات.
وأشار البعض ممن التقيناهم إلى أنهم لم يشعروا بالرقابة التموينية على الأسواق والتدخل لتخفيض الأسعار.
غلاء كبير وإقبال ضعيف
رغم ارتياد الكثير من المواطنين للأسواق مع اقتراب حلول عيد الفطر السعيد إلا أن أصحاب المحال يشكون من قلة الإقبال على شراء الملابس والحلويات وضيافة العيد لصعوبة الأوضاع المعيشية، وعزوا سبب ضعف الإقبال على الشراء إلى ارتفاع الأسعار اللامعقول ..
بينما أكد مواطنون أن أسعار السلع مع اقتراب حلول عيد الفطر شهدت اختلافا كبيرا ما بين محل وآخر وبدأت بعض السلع خاصة أنواع الأغذية والملابس في الارتفاع ، كما أكدوا على تفاوت أسعار العديد من المنتجات الغذائية وألبسة الأطفال بين عدد من الأسواق والمجمعات التجارية رغم أنها تحمل نفس العلامة التجارية..
المواطن حسن قال: اعتدنا على قيام التجار برفع الأسعار فجأة خلال الأيام التي تسبق العيد ، مما يجعل الكثير من المواطنين يقومون بالتحضير لاستقبال شهر رمضان والعيد قبل فترة طويلة وشراء احتياجاتهم الضرورية .
أكد رئيس شعبة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية المهندس بسام مشعل أن المديرية تشدد رقابتها خلال فترة العيد وتواصل جولاتها لمتابعة حركة الأسواق وضبطها وخاصة محال بيع الألبسة والحلويات وغيرها من مستلزمات العيد منعا لحدوث أية مخالفات ،حيث يتم التدقيق على قيام أصحاب المحال بإبراز بطاقات البيان والإعلان عن الأسعار ومنعا لمحاولات البعض من ضعاف النفوس استغلال مناسبة العيد برفع الأسعار بالإضافة إلى وجود دوريات مسائية لتلقي الشكاوى والدوام مستمر حتى في ساعات الحظر ..
وأضاف : بلغ عدد الضبوط العدلية المنظمة من بداية الشهر الحالي 40 ضبطا ، وبلغ عدد العينات المسحوبة 65 عينة 15 منها مخالفة و11 مطابقة و39 قيد التحليل وتم إغلاق 200 محلا مخالفا وفي حال وجود أي مخالفة سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين ..
أخيرا
يبقى عيد الفطر فسحة جميلة للفرح ينتظره الجميع بعد صوم شهر كامل ولكن في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن أصبح تأمين مستلزمات العيد هما يثقل الكاهل ، حتى مع صرف الرواتب للمواطنين والزيادة الطفيفة على القدرة الشرائية وبالتالي تحسن حركة الأسواق..
بشرى عنقة – منار الناعمة – هيا العلي
تصوير: الحوراني