التاجر و الفاجر… يسرقان فرحة العيد…
تحدث أهل المثل عن دهاء (الفاجر) – و الذي لن نأتي على تعريفه الآن لكثرة الأمثلة في حياتنا اليومية – وقدرته على نهب مال التاجر حتى ولو وصل بالذكاء و الدهاء إلى مرحلة يستطيع فيها سحب الأفعى من وكرها و سحب الليرات القليلة من جيوبنا… ووفق التصنيف السابق يكاد لايخلو يوم من مقابلتنا لواحد على الأقل من أحد الصنفين… ولأن الشغل الشاغل للناس اليوم هو الغلاء المعيشي و صعوبة تأمين الضروريات نجد أن الحديث يفرض نفسه مع الدقائق الأولى لأي لقاء و مباشرة التاجر بالشكوى من ضيق ذات اليد و صعوبة تأمين احتياجات العيد لعائلته و بأن تجديد موبايل المدام كلفه أكثر من نصف مليون ليرة في حين أن ابنته الصبية تسوقت ببدلين فقط للعيد…. و لن أتجرأ هنا على استعراض الأسعار التي تشدق بها و هو يشكو الغلاء… ليرد شخص من الصنف الآخر – وهم كثر- بأنه و (بكسر الهاء) لم يشتر من الحلويات إلا خمسة كيلو من المبرومة و ٣ كيلو من زنود الست و أربعة كيلو من المكسرات الفاخرة… وأنا في خضم دوامة الأرقام الخيالية التي يستعرضانها لثمن مشترياتهما أخرج كل منهما (سيجاراَ) كان مخبأ في علبة من الطراز الفاخر و أشعله لينفس عن غضبه من الوضع و الغلاء… و في هذا التوقيت بالذات وجدت الفرصة مناسبة لأتسلل هرباَ قبل أن يسألني أي منهما كيف تدبرت أموري في شهر رمضان وماهي تحضيراتي للعيد… وكلي يقين بأن أغلب من يقرأ يعرف تمام المعرفة الحال التي يعيش بها كل مواطن صحيح بأننا عجزنا عن السحور (بشق تمرة) و الفطور بما يحمل البدن و يقويه و تلقينا صفعات كبيرة من أسعار بسطات ملابس العيد… إلا أننا سنحاول لنعيش شيئا من أجواء فرحة العيد التي سرقها التجار والتهمها غول الأسعار … وكل عام وانتم بألف خير .
هنادي سلامة