لابد من الإشارة , ونحن بصدد الحديث عن منصب المحافظ وعن محافظتي حمص , بمناسبة تعيين المهندس بسام ممدوح بارسيك محافظاً لحمص , مع التنويه إلى أن تسمية ” المحافظ ” ظهرت لأول مرة عام 1943 بدلاً من تسمية ” متصرف ” التي اعتمدت عام 1918 بعد طرد الاحتلال العثماني من بلادنا , وقبل هذا التاريخ كان يطلق على أعلى منصب في المحافظة اسم ” قائممقام ” وعلى هذا فإن أول من تسمى محافظاً لحمص كان الدكتور حيدر مردم بك عام 1943 وهكذا فإن المهندس بسام ممدوح بارسيك هو محافظ حمص الخامس والثلاثون بعد الاستقلال , والثالث والعشرون بعد قيام ثورة آذار 1963 .
بعض المحافظين تركوا أثراً وذكراً جعل الناس يلهجون بذكرهم – وألسنة العباد أقلام الحق كما يقولون وهذا يشمل الوجهين : السلبي والايجابي .
ولأن محافظة حمص , هي الأكبر في سورية , ولها حدود مع العراق ولبنان كانت ولا تزال مهمة محافظة حمص كبيرة وشاقة وتحتاج إلى عمل كبير وكثير …!!
ولأن هذه المهمة بشكل عام , كبيرة , فإن صلاحيات كبيرة أعطيت للمحافظين , لاسيما بعد الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد.
ففي عهد الوحدة , الجمهورية العربية المتحدة , كان محافظ حمص العقيد مصطفى رام حمداني , الذي يذكره كبار السن إلى يومنا هذا , لما له من مآثر ولما قام به من مشاريع وقد أحب حمص وكانت وصيته أن يصلى على جثمانه في جامع خالد بن الوليد فتحققت هذه الوصية وجاء به ذووه من حلب إلى حمص ليصلى عليه ثم ليعاد ليدفن في حلب رحمه الله .
وفي أيام المحافظ رام حمداني , ولكثرة ما كان الناس يتحدثون عنه , ويروى أن أحد الوجهاء الكبار في منطقة جبل الحلو , غرب حمص أقام حفلاً كبيراً بمناسبة زفاف أحد أبنائه .. وأراد استقدام مطرب شعبي شهير في تلك الأيام , فاشترط المطرب حضور المحافظ رام حمداني وقال ” لا أغني إلا بحضور المحافظ ” وبالكاد استطاع الوجيه إقناع المطرب أن المحافظ مسافر في ذلك اليوم إلى دمشق لاجتماع هام غير أنه وبعد أسبوع فوجئ الناس بالمحافظ يحضر للتهنئة بالزفاف .. ويتجول في القرية والقرى المجاورة ..!!
ولعلنا نذكر أنه في العقدين الأخيرين استقبلت حمص سبعة محافظين هم ( حسام الدين الحكيم وصبحي حميدة , ومحمد اياد غزال وغسان عبد العال وأحمد منير محمد وطلال البرازي ..)
غير أن المحافظ الذي أمضى أطول فترة في منصبه هو المهندس محمد ناجي عطري ( 1993-2000) فقد أمضى سبع سنوات ونصف السنة محافظاً لحمص , ويليه المحافظان محمد إياد غزال وطلال البرازي ( سبع سنوات لكل منهما ) .
ومن بين محافظي حمص بعد ثورة الثامن من آذار الذين تسلموا منصباً أعلى فإن سبعة منهم تمت ترقيتهم إلى منصب وزير , ومن بينهم السيد محمد ناجي عطري الذي رقي إلى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ثم صار رئيساً لمجلس الشعب ثم رئيساً لمجلس الوزراء .
وبالوقائع , أيضاً فإن المحافظ الأكثر تواصلاً مع الناس واللقاء بهم والاستماع لهم , هو السيد طلال البرازي .. الذي نتمنى له التوفيق في مهمته الجديدة وزيراً للتجارة الداخلية وحماية المستهلك كما نتمنى التوفيق والنجاح لمحافظ حمص الجديد المهندس بسام ممدوح بارسيك ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ” .
عيسى إسماعيل