نقطة على السطر.. ضمير مغيب !

بات المواطن يصبح على شيء ويمسي على شيء أبشع وغير قادر أن يتفاءل ولو ببصيص أمل …فالتجار هذه الفئة المحتكرة المتحكمة بالسوق وبرقاب المواطنين لايتورعون عن رفع سعر أية سلعة أو احتكارها خلال الأربع والعشرين ساعة لمرات ومرات دون أي شعور أو إحساس بالآخرين  فالسعر يتعدل ويرتفع بين الفينة والأخرى! إذ يكون في الصباح بقيمة معنية وبعد ساعات عدة بسعر آخر يفوق الأول وبدون وجه حق ..وأصبح كل تاجر يحدّث ويتشدّق بارتفاع سعر الصرف! متناسياً أن بضاعته الموجودة مسبقاً في المحل كان قد اشتراها بسعر أقل ويتلاعب بالسعر عند بيعها ليكون الربح مضاعفاً  كل ذلك دون حسيب أو رقيب مغيبا ضميره وهيهات أين هذا المجهول المستتر الذي توارى  بين أصابع التجار .

معروف أن حالة الموت السريري تفقد صاحبها الإحساس بكل شيء يحيط به باستثناء حالة الغوغائية  والأصوات المتعالية في الوقت الذي يفقد فيه إمكانية أن يصرخ أو يستغيث مستنكراً إياها بل يتشح وجهه بالوجوم  من هول ما يسمع ولا يستطيع أن يأتي بأية حركة ويصاب بالشلل الرباعي … فلا حول له ولا قوة ..للأسف هذا هو حال المواطن اليوم أمام لقمة العيش الأساسية وليس شيء آخر ..مازلنا في مرحلة الجري خلف رغيف الخبز الذي هو بدوره يجري بسرعة قصوى أمامنا ..

نبيلة إبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار