يبدو أن الحاجة الملحة دخلت منازل أغلب المواطنين ولاسيما المنتمين لشريحة ذوي الدخل المحدود وصغار الكسبة وخاصة الذين يؤمنون قوت يومهم بعرق جبينهم ويضطرون إلى إجراء مناقلات بين أولويات معيشتهم رغما عنهم فهم لا يفكرون بالحصول على الرفاهية بقدر ما يركزون على إمكانية العيش في ظل جائحة الأسعار التي أصابت جميع السلع حيث دخل بعضها متاهات الأسواق السوداء لتخطف هذه الأسواق اللقمة من أفواه المواطنين .. وبعض التجار إن لم نقل أغلبهم باتوا أمام هذا الوضع الراهن يتأففون من نقص طرأ على أرباحهم بفعل قلة الطلب كما يرددون ..فهؤلاء لا يهمهم سوى جني المزيد من الأرباح متجاهلين ما يمر به الوطن من حصار اقتصادي أثر على جميع مناحي الحياة وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد…فقد اعتادوا أن يتحكموا بالأسعار ويفرضون كلمتهم فلا رادع يردعهم ولا قانون يكبح جماح طمعهم.
المواطن بات اليوم ينظر إلى محال بيع اللحمة وكأنها حصرم كون سعر كيلو واحد لا غير يشكل لأسرته شبه كارثة مادية وانهيارا بميزانيته هو بغنى عنها علما أن الخضار والفواكه منتجة من أرض بلادنا دخلت أيضا دائرة جنون الأسعار .. واللافت للنظر المسارعة لتخزين المواد الاستهلاكية من قبل المواطنين مع تفشي فيروس كورونا واتخاذ الحكومة مجموعة قرارات وقائية متتالية.
إن معالجة واقع جنون الأسعار ليس بالأمر المعقد وخاصة بعد ضبط حركات تقلبات أسعار الصرف إذن الأمر يتطلب جدية من قبل عناصر حماية المستهلك والمواطن على حد سواء على أن تشمل جميع الأسواق والمحال التجارية ولاسيما بائعي الجملة ونصف الجملة في المدينة والريف إضافة لتوسيع ثقافة الاستهلاك عند جميع أفراد المجتمع كون واقع المعيشة تفصح اليوم عن وجود آلاف الأسر التي أصبحت على حافة خط الفقر بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة والسلع الغذائية والخدمات الأخرى في مقابل تدني قيمة الأجور.
بسام عمران