نبض الشارع…الدواء خط أخضر …

ليس بالأمر العادي أو المألوف فقدان الدواء ، أو تقليص كميته وكأن بالجهات المعنية المسؤولة تطلب  من المواطنين ألا يمرضوا أو أن يخففوا كمية تناولهم  للدواء باعتبار  أن تناولهم  للدواء  رفاهية تتطلب فرض ضرائب نفسية ومادية بحقهم ….

منذ أيام بدأ المواطنون يتهافتون على الصيدليات التي خرج معظمها عن عملها الإنساني المهني ودخل باب التكسب التجاري وفق طلب فاق العرض ، والمواطن الذي طلب علبتي دواء أعطي واحدة بسعر جديد – هذا إذا كان الدواء متوفراً ، وزلة السائل المريض زادها وجعاً وألماً افتقاد الدواء ….
الدواء خط أحمر ، لكن التقاعس والقصور وعدم المتابعة والدعم لهذا القطاع  الحساس حرفه عن مساره وأضافه إلى رزمة الأزمات التي تغلف حياتنا المعيشية ، وجعل الشكوك والهواجس تساور المواطن حول قدرة القطاع الدوائي على الصمود والاستمرار بدعم المريض والإيفاء بالتزاماته الإنسانية والمادية في وقت يتطلب من الجهات المسؤولة تعضيد هذا القطاع وتفعيله والارتقاء بأدائه ، لكن ضعف الاستبصار بأهمية هذا القطاع الدوائي أفرز أزمة فقدان الدواء والتلاعب بأسعاره واحتكاره والمتاجرة به ، والأكثر حصافة أن يتشارك المعنيون وزمن القحط هذا على المواطن الفقير الذي كيفما لاك لقمته مرة ، والتصريحات الصادرة عن احد أعضاء  مجلس الشعب والتي مفادها سيفقد الدواء وستغلق معامل الأدوية أبوابها زاد في الطنبور أنينا ً، وخلق الهلع والخوف في نفوس المرضى الذين سارعوا إلى الصيدليات لتموين أدوية دائهم من ضغط وقلب وسكري وسيتامول ، يعني أن التصريح سوق بشكل أو بآخر لاحتكار الدواء وأفرغ الصيدليات من الأدوية خلال الأربع والعشرين ساعة التي تلت ما تم تداوله …. وهكذا ، فعلى من نعول إذا كان المعنيون يغردون بمعزل عن السرب ويساهمون بوضع الحصان أمام العربة ، يعني إشاعة افتقاد الدواء تتحمل مسؤوليته الجهات المعنية التي تدعو دائماً إلى توخي الدقة والحذر في نشر أية معلومة غير موثوق بها على مواقع التواصل الاجتماعي وتقع هي بالخطأ ذاته ، فالمواطن لم يعد يعرف من يصدقه القول ومن يكذب عليه … كل يوم

تنشر معلومات متضاربة على مواقع التواصل الاجتماعي حول الأوضاع المعيشية ويتم تداولها بين مكذب ومصدق وما يدخل في باب صدق أو لا تصدق لا يلبس أن يتحول إلى حقيقة واقعة في قادمات الأيام … وإشاعة افتقاد الدواء إحداها … وبانتظار رد مسؤول جاء متأخراً عله يكون البلسم ومفاده جملة قرارات لدعم القطاع الدوائي وتأمين المفقود منها ، إضافة إلى حل عثرة تمويل الصناعات الدوائية وفق سعر صرف صادر عن مصرف سورية المركزي وطمأنة المواطن نظرياً بعدم السماح للمعامل بتصدير أدويتها إلا بعد تحقيق الاكتفاء في السوق المحلية …. علّ هذه الإجراءات تشق طريقها على أرض الواقع لتكون برداً وسلاماً تنعش المريض الذي لا ينقصه ” فوق الموته عصة قبر ” 

العروبة – حلم شدود

 

المزيد...
آخر الأخبار