تحية الصباح… ذات صيف كنت هناك !!

قبل إحدى عشرة سنة كنت هناك زرتها وكان قلبي سبقني إليها فكلما كنت ألتقي الشاعر الصديق الراحل سليمان العيسى ،كان يشجعني على زيارتها وزيارة اللواء السليب .

أنطاكية ..درّة الساحل السوري الشمالي وعاصمة لواء اسكندرون اللواء الذي احتله الأتراك بالتواطؤ مع الاحتلال  الفرنسي …ففي التاسع والعشرين من أيار عام 1937 أصدرت عصبة الأمم التي تهيمن عليها الدول الاستعمارية الكبرى قراراً بفصل اللواء عن سورية وتعيين ضابط فرنسي والياً عليه ..تمهيداً لمسرحية الانتخابات والاحتلال التركي الكامل له عام 1939 .

لواء اسكندر ون قطعة خضراء بجباله ووديانه وشاطئ صاف جميل ومواطنوه عرب منذ خمسة آلاف سنة ،ينتظرون عودة اللواء السليب وعودتهم إلى حضن الوطن الأم سورية .

ولعلّ لواء اسكندرون المحتل من قبل الأتراك ،والجولان المحتل من قبل الكيان الصهيوني الإرهابي ،هما المنطقتان الأكثر غنىً بالمياه .ففي اللواء أنهار كثيرة منها العاصي والأسود وعفرين ،وفيه سهل خصيب هو سهل العمق الذي يخترقه نهر العاصي وبالعودة إلى “أنطاكية “فهي منتجع سياحي ،شيدها الاسكندر الأكبر تمجيداً لانتصاره في معركة أبسوس عام /333/ ق.م وفيها حصن شهير شيدته زبيدة ،زوجة الخليفة هارون الرشيد

ويسمى باسمها وفي المدينة عدد من المساجد والكنائس القديمة فالكنائس المشرقية المسيحية كانت تتخذ أنطاكية مقراً لها ،قبل أن تنتقل إلى دمشق ،بسبب المضايقات والتعصب التركي ولكن اسمها بقي مرتبطاً بأنطاكية مثل “الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وكنيسة الروم الكاثوليك فيقال “بطريركية إنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس .

…وهكذا بالنسبة للكنائس الأخرى –مقرات البطاركة التي صارت في دمشق “

الحقد الدفين من قبل النظام التركي الحالي على سورية وعلى العرب قديم جديد ..واليوم يعيد التاريخ نفسه ،فيحتل النظام التركي شريطاً من أرضنا بقواته المحتلة ومرتزقته من عصابات إرهابية جاءت تحت عنوان “الإسلام “والإسلام الحنيف بريء منها .

تشبه الكاتبة التركية المقيمة في ألمانيا نورزان كاتشيلدار اللص أردوغان بالسلطان عبد الحميد الثاني لجهة الاستبداد والدموية والقتل والجريمة وتشير إلى هوس اردوغان بأنه من سلالة السلاطين فهو أرسل قواته ومرتزقته إلى سورية وليبيا وله قوات في السودان وفي قطر …!!

الأبنية التراثية بحجارتها البيضاء المصقولة وأسطحها  القرميدية تبهج النظر .

أهل انطاكية ،واللواء ،الأشقاء حافظوا على اللغة العربية  صحيح أن نظام التعليم بالتركية ،لكن أبناء اللواء كلهم ،صغاراً وكباراً ،يتحدثون العربية..

المطاعم والمقاهي على شاطئ أنطاكية تقدم لك ما تشتهي من طعام سوري …كأنك في أية مدينة سورية …لكنهم يتحدثون إليك بفرح وبصوت أقرب للهمس ..لأن المخابرات التركية تحصي أنفاسهم فرداً فرداً …وتراقب تحركاتهم …ولكن إلى متى ؟! فالحق سيعود ساطعاً

رحم الله  الشاعر سليمان العيسى الذي ولد في إحدى القرى القريبة من أنطاكية …. وأستاذه زكي الأرسوزي المفكر العروبي …. .

و”سيعود اللواء عربياً سورياً مهما طال الزمن …

 عيسى إسماعيل

المزيد...
آخر الأخبار