طال انتظار المواطن من تلكؤ الجهات المعنية في تأمين احتياجاته الضرورية لمعيشته حتى بات أغلب المواطنين يتأففون من رقصة أسعار الصرف بحراكها الماجن ما أدى لجنون أسعار الصرف والمصروف لجميع المواد الاستهلاكية وغير الاستهلاكية .. وتفيد الوقائع أن واقع جنون الأسعار وجموحها لم يعد مقبولا لا من حيث الشكل ولا المضمون إذ لم يعد مقبولا أيضا الاكتفاء بمنطق توصيف ظاهرة جنون الأسعار وتفنيد مضارها والإشارات المتكررة باتهام تجار الأزمات بهذا الجنوح غير المسبوق, والدليل إغلاق عدد ليس قليل لمحالهم التجارية من بعد ظهر يوم السبت الماضي بسبب تلقي الأسعار جرعة جنون إضافية .. ويتساءل جميع المواطنين بكافة شرائحهم عن العلاج الذي يبدو أن دواءه بات مقتصرا على الكي .. أما المدهش أن بعض أصحاب محال بيع المفرق يحاولون اللعب على معادلات احتياجات المواطن أمام أعين حيتان السوق الذين يتحكمون إلى حد ما بإيقاعات رقصة أسعار الصرف فارضين ألحان جشعهم على الجميع ودون استثناء .
ونشير عبر هذه السطور إلى أنه لم تعد شماعة تجار الأزمات تتسع لمفردات جديدة ولم تعد تصلح للتداول كونها تعكس حالة من الترهل والضعف في الأجهزة ذات الصلة بضبط حركة الأسعار وتقلباتها وقمع كل من يتلاعب بحاجات الناس اليومية من مواد غذائية واستهلاكية وغيرها .
إن اتهام الجهات المعنية بضبط الأسعار والتي لا تدخر جهدا رغم أنها غير معذورة في هذه الآونة بسبب اضمحلال حركتها في مراقبة الأسعار و تجار الأزمة وحيتان الأسواق ..
بسام عمران