حساسية الغذاء هي ردة فعل من الجهاز المناعي لبعض أنواع الأطعمة، فيقوم بصنع عناصر مضادة تدخل الجسم ليهاجمها , وينتج عن هذه المهاجمة بعض الأعراض، وأبرزها حساسية الجلد، والتي يمكن ملاحظتها في أماكن مختلفة ، بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى مثل ضيق التنفس وآلام الصدر.
وتختلف حساسية الغذاء من شخص لآخر، وفقاً لنوع الطعام الذي يتحسس منه الجسم فيمكن أن تقتصر على أعراض بسيطة, أو تسبب مضاعفات تهدد الحياة هذا ما أكدته للعروبة الدكتورة فاطمة الابراهيم عند لقائنا بها لتحدثنا قائلةً:
بداية سنذكر الأطعمة الشائعة التي تسبب الحساسية:
حساسية الغلوتين: التي تعتبر مشكلة مزعجة يمتنع فيها المصاب من تناول القمح ومشتقاته , وتؤدي هذه الحساسية إلى صعوبة امتصاص العناصر الغذائية مما يؤدي إلى آلام شديدة في المعدة ومشاكل جلدية .
البيض : أغلب الأشخاص يصابون بالتحسس من البروتين الموجود في بياض البيض, و يعاني كثير من الأطفال منه حيث يسبب مشكلات جلدية عند تناوله، ويعتبر من أكثر أنواع الحساسية ضرراً بالصحة، وذلك لأن الأطفال يحتاجون إلى تناول البيض أثناء نمو وتطور الجسم.
المكسرات: يمكن أن تنتج حساسية الغذاء عن نوع واحد أو أكثر من نوع مكسرات مثل الجوز، واللوز، والفستق، كما يجب الحذر من المنتجات التي يضاف إليها المكسرات وتجنب تناولها عند الإصابة بحساسية المكسرات مثل الشوكولا، والكعك، وأنواع الحلوى المختلفة.
حليب البقر: يساهم البروتين الموجود بالحليب في الإصابة بحساسية لدى كثير من الأطفال، وهي أيضاً من أكثر أنواع الحساسية التي تسبب تأثيرات سلبية على الجسم نتيجة الامتناع عن تناول الحليب وعدم الحصول على فوائده وغالباً ما تختفي مع التقدم بالعمر.
الفول السوداني : يعتبر من أكثر الأطعمة الشائعة التي تسبب حساسية الغذاء وخاصة عند الأطفال.
الصويا: تؤدي منتجات الصويا المختلفة إلى الإصابة بحساسية الغذاء، ويحدث ذلك في سن مبكرة أو بعد تقدم العمر.
السمسم:
لا يعلم كثير من الأشخاص أن السمسم يمكن أن يسبب الحساسية، بل أنه من الأطعمة التي تشكل خطورة على الصحة في حالة التحسس منها , ولا يشترط تناول السمسم لوحده للمعاناة من أعراضه، بل يمكن أن يؤدي إلى حساسية بمجرد تناول أي أطعمة يدخل في مكوناتها مثل الطحينة، والحمص، والسلطات التي يضاف إليها, كما يمكن أن يتحسس الجسم من مستحضرات العناية بالبشرة التي تحتوي على زيت السمسم.
اللحوم الحمراء : يمكن أن تظهر الحساسية بعد ساعات من تناول اللحوم على هيئة احمرار في الجلد وصعوبة في التنفس، وقد تصل إلى أعراض أخرى خطيرة مثل اضطرابات الدورة الدموية,و في حالة التأكد من الإصابة بحساسية اللحوم الحمراء يجب استبدالها بأنواع اللحوم الأخرى مثل لحوم الدواجن أو لحوم الأسماك حتى لا تشكل خطورة على الصحة. المواد الحافظة : لا تتوقع كثير من الأمهات أن المواد الحافظة التي تضاف إلى مختلف الأطعمة الجاهزة والمعلبة يمكن أن تسبب الحساسية وخاصة لدى الأطفال، حيث تؤدي في بعض الأحيان لظهور طفح جلدي وحكة. ويمكن تفادي حساسية المواد الحافظة من خلال الابتعاد عن الأطعمة التي يضاف لها تلك المواد حيث أن أضرارها عديدة بغض النظر عن الحساسية، والأفضل هو اختيار أطعمة طازجة ومصنوعة في المنزل . علاج حساسية الغذاء
يعد العلاج الفعال من الإصابة بحساسية الغذاء هو الامتناع عن تناول الطعام الذي يسبب حدوث الحساسية، ويمكن التعرف عليه من إجراء تحليل الدم الذي يكشف عن أنواع الأطعمة المسببة للحساسية, كما يمكن ملاحظة الطعام الذي يسبب الحساسية من خلال مراقبة النمط الغذائي اليومي، والربط بين ما يتم تناوله وتوقيت ظهور الحساسية.
وتتوفر بعض العلاجات التي تقضي على حساسية الغذاء تدريجياً، وذلك عن طريق إمداد الجسم بنسب صغيرة من هذه الأطعمة حتى يعتاد على وجودها ولا يقوم بمهاجمتها بمرور الوقت .
وعن عوامل الخطر من حساسية الغذاء قالت: تؤدي بعض العوامل إلى زيادة فرص الإصابة بحساسية الغذاء ومخاطرها ، وهي:
المرحلة العمرية : الأطفال هم الأكثر عرضة لحساسية الغذاء أكثر من الكبار، ولكن هذا لا يمنع عدم احتمالية الإصابة بحساسية الغذاء في أي وقت من العمر.
التاريخ العائلي : تزداد فرص الإصابة بحساسية الغذاء إذا كان هناك تاريخ عائلي بنفس المشكلة مثل إصابة الوالدين بها بأطعمة غير متوقعة تسبب الحساسية:
كما اكدت د . الابراهيم على أطعمة غير متوقعة تسبب الحساسية منها الفواكه والخضروات حيث يعاني بعض الأشخاص من حساسية عند تناول بعض أنواع الفواكه أو الخضروات، ويتوقف هذا على العناصر الغذائية الموجودة بها، والتي يمكن أن تكون السبب الرئيسي للحساسية وفي هذه الحالة لا تعتبر حساسية غذاء، ولكنها نوع من أنواع حساسية حبوب اللقاح، والتي تتفاعل مع بعض البروتينات الموجودة في الفاكهة، وتسبب الحكة وحرقة في الشفاه والحلق وعادة ما تختفي هذه الحساسية في غضون دقائق قليلة بعد تناول الفواكه المسببة لها، ولا تشكل خطورة على الصحة، على عكس أنواع حساسية الغذاء الأخرى.
هناك بعض الفواكه التي تسبب الحساسية أكثر من غيرها مثل الفواكه الحمضية كالبرتقال، والخوخ، والموز، والبطيخ. كما أن بعض أنواع الخضروات تسبب الحساسية بنسبة أكبر مثل الخضروات الورقية كالبقدونس والسبانخ ، وكذلك البندورة.
تساعد بعض الطرق في الوقاية من حساسية الخضروات والفاكهة , كغسيل الفواكه والخضروات جيداً قبل تناولها وطهيها جيدا و إزالة قشور الخضروات والفواكه.
جنينة الحسن