تحية الصباح … من أين هذا التفاؤل ..؟!

في ظل الأزمة الاقتصادية التي نعيشها ثمة موقفان : الأول يشخص الأزمة وأسبابها ويدعو إلى التغلب عليها ، بالوسائل المتاحة . وثمة موقف آخر لا يكف عن الشكوى – وهذا حق –ولكن هذه الشكوى تقترن باليأس والشتائم .، أحياناً ، وتحميل المسؤولية لأشخاص بعينهم ، دون وجود أدلة مقنعة .

لنعود إلى الوراء سنوات قليلة . كانت حمص القديمة ، والوعر ، وريف حمص الشمالي وتدمر والبادية مخطوفة من قبل العصابات الإرهابية ، وكان المتفائلون يقولون :” سوف ننظف سورية من الإرهابيين ” وهذه العبارة كانت تبدو ، في تلك الأيام ، وكأنها حلم ، حتى أن وفدأً إعلامياً نرويجياً كان في سورية للاطلاع على ما يجري ، سمع هذه العبارة ، وهز أعضاؤه رؤوسهم بمعنى أن هذا أمر مستحيل . وتحقق ” المستحيل ” وعادت أغلب المناطق السورية إلى كنف الدولة .

واليوم ، نقول ، سوف نتغلب على هذه الأزمة الاقتصادية وذلك بالاعتماد على مواردنا المحلية ومساعدة الحلفاء . لنتذكر : في ثمانينات القرن الماضي كان الحصار أشد ولم نكن في حلف واضح قوي مع أصدقاء مهمين من الدول ، مثل هذه الأيام ، وكسرنا الحصار وتغلبنا عليه  في تلك السنوات أصدرت وزارة الزراعة ” الخطة الزراعية ” وجعلت عقوبة السجن لمن يخالفها ، والعقوبة الأشد لمن لايزرع أرضه . وجاء المرحوم محمد غباش ، وكان وزيراً للزراعة في جولة شملت ريف حمص . وكنت ضمن الوفد الإعلامي المرافق له حيث كنت مراسلاً لصحيفة البعث . وانتهت الجولة التي دامت يومين بزج أكثر من عشرين مخالفاً بالسجن ..” في العام التالي زاد محصول القمح عندنا أكثر من الضعف ..!! ولا حاجة للتفسير ..!!

مساحات كبيرة لم تستثمر ، مع عودة الأمن والأمان إليها . وزراعة كل شبر من أرضنا ، يوفر الغذاء وهذا هو الأهم ..!! الأرض موجودة والموارد المائية متوفرة …ما العائق إذاً ؟!! وهنا ، لابد من إيجاد صيغة للأراضي التي هجرها أصحابها وصاروا خارج القطر بسبب المؤامرة الكونية ، صيغة قانونية لاستثمارها ، ريثما يعود أصحابها ، وهي مساحة ليست بالكبيرة جداً ..!!

دعانا قبل فترة أستاذ جامعي ، لزيارته في منزله الريفي كانت دهشتنا كبيرة فالمساحة حول البيت ليست كبيرة ( مئات قليلة من الأمتار )

فيها : البصل والثوم والنعناع ، والفول والبازلاء ..بما يحقق الاكتفاء الذاتي ..!!

شعار ” لنزرع كل شبر من أرضنا ” مهم لتحقيق الأمن الغذائي . والتعاون مع الجهات المسؤولة لضبط الأسعار مهمة وطنية ، فهل بادر أحدنا إلى تقديم شكوى بحق المحتكرين والبائعين بسعر زائد ؟!! الإشارة إلى مكامن الخطأ واجب .

أزمة عابرة ، والحرة تجوع ولا تأكل ثدييها . انظروا عشرات المسابقات لتعيين العاطلين عن العمل .. هذا مؤشر إلى أننا نحاول تقليص عدد العاطلين عن العمل . وهذا ضمن مواجهة الأزمة الاقتصادية .

ثمة مشروع قانون لإشراك لجان الأحياء والمخاتير في عملية ضبط الأسعار .. وهذا يؤكد أن الحكومة تعمل للخروج من الأزمة . ” الحكومة ” كلمة تحمل معنى الجمع ..ولدينا كما نعرف ، أكثر من ثلاثين وزيراً ..والقول إنهم جميعاً مقصرون أمر يجافي المنطق السليم ..!! التعميم خطأ قاتل ، وهذا لايعني أن نصمت ونحن نرى التقصير والفساد . فالبينة على المدعي ، قاعدة قانونية وشرعية .

الأهم : ألا ندع اليأس يتسرب إلى نفوسنا وأن نعمل مابوسعنا ، كل في موقعه للخروج من الأزمة .. ولا أعتقد أن كل مانستهلكه ضروري ..ومقاطعة ” المتة ” وسواها ، بسبب غلائها ، ليس أمراً خارج الإرادة وتفاءلوا بالخير واعملوا من أجله ..!!.

عيسى إسماعيل

المزيد...
آخر الأخبار