كل صباح تتفتح عيون المواطنين على واقع جديد لأسواقنا المحلية لم تنفع معها كل الإجراءات العلاجية حتى الكي .. وكأن هذا الواقع المتزاحم الأرقام تتحكم به أيد خفية بواسطة الشبكة العنكبوتية عبر نشرها تسعيرة جديدة للمواد كل ساعة .. والمدهش هنا تقيد أغلب الباعة بهذه النشرات ضاربين عرض الحائط تسعيرة الجهات المعنية .
إنها باختصار نتيجة تقف خلفها جملة من الأسباب والمسببات فالأسعار تكوي الجيوب والأجساد علما أن المخالفات تتجاوز التسعيرة أمام الناظرين جميعا .. وكأن شهوة جمع المزيد من الأموال على حساب حقوق الناس لم تترك لنداءات الواجب أي صوت .
إن المعركة التي يخوضها المواطن مع التجار وأصحاب النفوس المريضة مازالت قائمة ضد الجشع وقد اشتد رحاها هذه الأيام في أسواقنا المحلية.
أما اليوم فدخل أو أدخل أشخاص يبدو أنهم يلبسون طاقية الإخفاء / في إعداد قوائم التسعيرة على صفحات الفيسبوك المعدة بشكل مسبق الصنع من قبل مجهولين .. وما يثير الاستغراب اعتماد توجيهات الفيسبوك من قبل أغلب التجار والباعة وهذا لا يليق بالسوريين سواء كانون تجارا أم مواطنين مستهترين بحقوقهم .. علما أن اعتماد توجيهات الفسبوك تلمحها عيون حماة المستهلك ولكن تغض الطرف عن مستخدميها .. فالمخالفات تتوسع وتغزو الأسواق جميعها والمواطن يئن بأوجاعه من الغلاء حتى بات المواطن يردد المثل / فالج لا تعالج /
إن أصحاب المحال التجارية ضربوا عرض الحائط بجميع النشرات والتعاميم التي تحدد الأسعار ولاسيما المواد الغذائية وانضموا عن طيب خاطر إلى الفيسبوكيين الذين نجحوا بتحقيق جائحة الأسعار وتضخم آثارها السلبية على الوطن والمواطن ..
حتى بات الحديث عن جنون الأسعار متداولا لدى الصغير والكبير ليعكس ما يرغب به المواطن من إجراءات سريعة تضبط حركة الأسعار وأمور أخرى يريدها أن تكون ممهورة بخاتم التطبيق الفوري وهذا هو الأهم هذه الأيام وربما يجد المواطن في ثناياه الحل الناجع والشافي.