مهرجان الثقافة الموسيقيّة
من نشاطات تلك الأيام التي نحن بصددها ” أسبوع الثقافة الموسيقيّة”، وهو أسبوع خُصِّص للنشاطات الموسيقيّة ، لتنشيط النوادي والفرق الموسيقيّة الموجودة في حمص ولاستضافة فرق وعازفين يُغنون هذا النشاط،
سأعدّد النوادي والفرق التي كانت موجودة آنذاك، والتي كان لها حضورها:” نادي دوحة الميماس، ومدرّبه برهان الصّباغ- نادي دار الفنون ويديره المرحوم زيد حسن آغا- فرقة نقابة المعلّمين، ويقودها المرحوم محي الدّين الهاشمي- فرقة الدوحة يدرّبها سعيد السرّاج-فرقة إحياء التراث يدرّبها، ويغنّي فيها المهندس عيسى فيّاض- الانشاد الغسّانيّة ويديرها ويدرّبها المرحوم مرشد عنيني- نادي الخيام ويدرّبه عبد المعين مرزوق- فرقة الشرق ويقودها، ويلحّن لها الدكتور عصام شريفي، فرقة نقابة الفنّانين،
قد أعود فأفصّل في بعض هذه الفرق والنّوادي،
-قبل أن أبدأ بسرد بعض الضيوف الذين دُعوا لهذه المهرجانات، أرى من المفيد أن أذكر أسماء الذين تعاقبوا على رئاسة نقابة الفنّانين في حمص، :المسرحي المعروف فرحان بلبل- الممثّل توفيق إسكندر- السيد محمد إبراهيم- السيد أمين روميّة،
-ذكرنا سابقاً أنّه بعد أن توفّرت التغطية اللاّزمة ماليّا صار بإلإمكان دعوة شخصيات مختصّة، من داخل القطر ومن خارجه، ومن أبرز الضيوف الذين دُعوا، وأرجو ألاّ أنسى أحداً منهم:العازف والموسيقي محمود عجّان، وزياد عجّان من اللاّذقيّة- الدكتور سعد الله آغا القلعة، عازف القانون المتفرّد، والباحث في الموسيقا العربيّة، والذي صار وزيرا للسياحة فيما بعد-عازف العود قدري دلال من حلب- الموسيقار نوري إسكندر من شمالي الجزيرة السوريّة- عاصي الرّحباني من لبنان، وهو أشهر من أن يعرّف- عازف العود المشهور عالميّا المرحوم منير بشير، من العراق، وقد قدّم في صالة سامي الدروبي عرضا مسجّلا لبعض ما لديه، وممّا اشترك فيه مع عازفين عالميّين لهم شهرتهم،- مغنيّة الأوبرا المصريّة والباحثة الموسيقيّة، والتي أسّست لبيت العود في مصر رتيبة الحفني، وقد دُعيت مرّتين، وانعكس حضورها بدعوة فرقة نقابة المعلمّين مرّتين لإقامة حفلات في القاهرة، كما دُعيت فرقة نادي الخيّام، ومن الفرق التي دُعيت لحمص الفرقة السمفونيّة بقيادة صلحي الوادي، وهي لا تقدّم إلاّ الكلاسيك، ولقد أصرّ صلحي الوادي على ألاّ يكون هناك أيّ مايكروفون، وكانت الصالة والبلكون مزدحمة بالحضور، وحين أراد البدء بالعزف، وكنّا قلقين من الفجوة التي هي بين الجمهور و” الكلاسيك”، وصعد الوادي إلى خشبة المسرح، وأدار ظهره للجمهور، ورفع يده اليمنى استعداداً للبدء، وصمت فترة طويلة نسبيّة، بينما كانت الضجّة بين الجمهور تتخافت، حتى ساد صمت يُسمع فيه رنين الابرة، فأعطى شارة البدء،
من المدعوّين الذين شاركوا بإلقاء محاضرة الموسيقار توفيق الباشا، من لبنان، صاحب” الانشاديّة النّبويّة”،
أمّا الفرقة الموسيقيّة التّابعة لوزارة الثقافة فقد شاركت في معظم المهرجانات بقيادة عازف الكمان هادي بقدونس،
ولن أنسى فرقة ثلاثي الموسيقا الشرقيّة، بقيادة إسكندر على أكبر، والذي كان يعطي الدروس لآلة القانون في المعهد العالي الموسيقي التابع لوزارة الثقافة،
-قبل المُتابعة أتساءل أين أرشيف ما قُدّم من الفرق الحمصيّة، والتي سأتحدّث عنها لاحقاً؟!!
للأسف لم يفكّر أحد بذلك، وهذا خلل كبير، ولقد تمكّنتُ، بدوافع بعضها عملي،.. قد أمرّ عليه في ذاكرات قادمة،.. تمكّنت من جمع عدد لابأس به، وكنت أستعين به في برنامجي الإذاعي ” هنا حمص”، والذي سأفرد له بعض الحديث، وكنتُ ألاحق بمحبّة كلّ ناد بناديه ليؤمّن لي نسخة ممّا قدّموه، وهو الآن بحوزتي، ولكنْ.. ياحسرة، كلّه على الكاسيت، وقد انتهى زمن الكاسيت، والآلتان اللتان تعملان لديّ بحاجة للصيانة، ولم أعد أعرف أحداً لصيانتهما، والذي كان يصونهما، رحمه الله ، ذبحه الدواعش في بداية انطلاق شرارة ذلك الخراب الذي مازلنا نحصد آثاره على المستويات كافّة….
أشير إلى تنويه هام جاء فيه، في أحد البروشورات، جاء فيه:” يُعتبر اجتماع الفعاليات الثقافيّة هذه النشاطات، نشاطات عامّة، لا تخصّ الجهة المنفّذة وحدها، وتساهم الفعاليات الثقافيّة كافة في إنجاحها، سواء في الحضور أو في التّغطية الاعلاميّة، أو ما يكلّفها به اجتماع الفعاليات الثقافيّة”.
عبد الكريم النّاعم