باتت أسواقنا مستوحشة ،الطمع طاغ ، كل يعلل نفسه بالغلاء يرقبه ثانية بثانية ،لحظة بلحظة ،… نزوع إلى الكسب المادي الوفير ، بدون تفكير ، بمواطن فقير، جيوبه يزرعها الصفير ،يجر ساقيه المتعبتين على درب طويل ،ليست نشوة المشي تسحره وإنما مراقبة التسعير ، يبحث عن تاجر نظيف شريف متدثر بجلباب الكرامة والأمانة ، قيمه نبيلة وأخلاقه سامية ،ينظر بعيني محب لمواطن تقلبت به ظروف الحياة وتناوبته الأزمات وبين الأخذ والهات يعاني الويلات وكل لحظة يطلق الزفرات من أسعار كاوية حارقة ولم تكن ضمن الحسبان ،يبحث عن تاجر يخفف من أهوال المأساة بإضاءة بعض الشمعات في دروب موحشة تغزوها العتمات …تاجر يبادر إلى الخيرلا منة وإنما إنسانية ، فالمعدن الثمين يظهر في الأزمات حيث لاتشبع الشعارات والتبجح بأحلى العبارات فسمعة التاجر تتعرض في هذه الأوقات لامتحانات وشهادة حسن السلوك ليس بالأقاويل والهرطقات ، وعلى مستوى التحدي تكون العطاءات في إفشال غزو قيصر السيئ الذكر وكل المخططات لإذلال شعب صامد تحدى حرباً إرهابية شرسة امتدت لعشر سنوات ،وحصار اقتصادي لم يكسر إرادة شعب قدت من الصخر ولم تركعه كل الضغوطات ..وكان قانون قيصر الجائر لتضييق الخناق وإركاع شعب صابر .
مبادرات خير خجولة فيها زلة للسائل وعظمة للعاطي وتنظير واستعراض واعتلاء للمنصات دون وجود على العتبات…. خبزنا معجون بالدم وتضحيات جيشنا الباسل لا تقبل الاستسلام والإحباط ،.. والموت جوعاً اشرف من الركوع والخنوع والاقتيات من جيف المتأمركين عمالة وفساداً ….
المسألة أخلاقية لاخلافية ، ومن ضرب جذوره في هذه الأرض الطيبة المقاومة سيواصل طريق الكرامة ….. سورية طائر الفينيق تتعافى وستتجاوز رماد قيصر وهي أشد تحدياً وإصراراً على الصمود والحياة … وورقة ” قيصر ” الصفراء ” ستسقط وستخضر أشجارنا حباً وتشبثاً بأرضنا المعطاءة
حلم شدود