“خسارة” بالخط العريض … مزارعو المشمش لم تنصفهم الأسعار و الظروف الجوية … المواطنون ” شم ولاتذوق”…و زراعة حمص دورها إرشادي
لم يعد يجدي ضرب الأخماس بالأسداس نفعاً مع العم أبو مروان و الذي قدر خسارته بمئات الآلاف لهذا الموسم
حدثنا متحسراً على تعب و عناء ضاعا دون نتيجة تذكر و قال: رغم ارتفاع سعر المبيع للمشمش إلا أنه لم يسدد ثمن التكلفة,و أشار إلى أن الموسم لهذا العام كان الأغلى بالنسبة لسعر البيع و بالتالي لم يتمكن الجميع من التزود بهذه الفاكهة التي تعتبر حمص من المحافظات الرائدة بإنتاجها و هذا الأمر مثبت خلال السنوات الماضية إلا أن ارتفاع الأسعار و الذي طال كل شيء جعل المواطن بعيداً عن هذا النوع من الفاكهة و أعاد الفلاح إلى خانة الخسارة مرة أخرى
و يقول :أحتار ماذا سأفعل في العام القادم بأشجار المشمش في حقلي … فأنا كحال مزارعي المشمش في المحافظة (نبلع الموس على الحدين) إذ أننا غير قادرين على إهمال أشجار زرعناها و رعيناها على مر سنوات و لا نحن قادرين على الاهتمام بها و تقديم الخدمة الزراعية المناسبة للحصول على موسم جيد و يؤكد بأن الموسم الحالي كان الأقسى من بين كل المواسم التي عمل بها ..
السيدة منى أكدت بأن الأسعار بشكل عام مرتفعة بشكل غير منطقي و لم يستثن المشمش من هذا الارتفاع إذ أن الكيلو لم ينخفض سعره عن 1500 ليرة و هو رقم كبير جداً و أكدت بأنها لم تتمكن من تصنيع مربى المشمش و لو بكميات قليلة علماً أنه من الأصناف الأساسية للإفطار و خاصة في أيام الشتاء .
البائع محمود حلف بأغلظ الأيمان – على حد قوله- بأن هامش ربحه بسيط جداً و أنه يبيع بسعر الشراء تقريباً و قال صحيح بأن المزارع يخسر لكن و نحن أيضاً كبائعي مفرق نخسر والربح الأكبر يبقى للتاجر الذي يشتري المواسم من أصحابها و يبيعها بسوق الهال بأسعار تتناسب معه دون غيره
مدير زراعة حمص المهندس محمد نزيه الرفاعي قال بأن الوحدات الإرشادية على امتداد الريف بالمحافظة لا تدخر جهداً لتقديم الدعم العلمي و الإرشادات الصحيحة للمزارعين و خلال هذا الموسم وبعد التواصل مع رؤساء الوحدات الإرشادية في زيتا و الدمينة الشرقية قامت اللجنة الفنية بالمنطقة بجولات إلى قرى دحيريج و الحمام و المصرية و لوحظ من خلال الجولات منذ نيسان المنصرم تساقط ثمار المشمش المعقدة حديثاً في الصنفين التدمري و البسبوسي بينما كانت بقية الاصناف ذات حمل متوازن منها ذات حمل خفيف مثل الذهبي ومنها ذات حمل جيد كالطلياني والمبكر و توجد ظاهرة المعاومة في صنف الفرنسي علماً أن جميع البساتين مزروعة بالأصناف سابقة الذكر كما شوهدت إصابات فطرية العفن البني و التثقب الخردقي و حفارات الساق و الأفرع , و أضاف الرفاعي :لم يتمكن المزارعون بسبب الظروف المناخية السيئة من رياح و أمطار و فروقات حرارية بين الليل و النهار من تنفيذ عمليات الخدمة و المكافحة المناسبة في وقتها الصحيح حيث شوهدت الاعشاب الطويلة و الافرع اليابسة و الإفرازات الصمغية كما أدى عدم تقديم الخدمة الجيدة إلى تساقط العقد الحديث على الصنفين الحساسين التدمري و البسبوسي في حين كان العقد أكبر حجماً في باقي الأصناف..
و لفت إلى أنه بسبب وجود تداخل و خلط في الأصناف ضمن البستان الواحد لم تتجاوز نسبة الفاقد بالحمل 40% من وحدة المساحة في الحقول التي شملتها الجولات و بيّن الرفاعي أن كوادر الإرشاديات قدمت النصائح و التعليمات للمزارعين لتحسين الحالة الصحية للأشجار و تنظيم عمليات الري و معالجة الحفارات و العفن البني و تقليم الأفرع اليابسة و استبعاد زراعة الأصناف الحساسة مثل التدمري و البسبوسي و استبدالها بأصناف أكثر ملاءمة و مقاومة مثل الطلياني والفرنسي و الذهبي.
و أوضح أن المساحة المزروعة بالمشمش في المحافظة تصل إلى 48 ألفاً و 343 دونماً و يقدر العدد الكلي للأشجار بـ 755 ألفاً و 662 شجرة منها 720 ألفاً و 782 شجرة مثمرة و يقدر الإنتاج للموسم الحالي 11 ألف و 745 طناَ..
عود على ذي بدء
الآن لسنا بصدد التواصل مع جهات أكثر لعرض مشكلة واضحة وضوح الشمس و لكن لابد لنا من الهمس بأذن الجهات المعنية بدعم القطاع الزراعي أن المزارعين و بمختلف مناطق المحافظة و القطر بشكل عام بحاجة لدعم مادي و ملموس على أرض الواقع يشمل كل المحاصيل و بذلك نتمكن من العودة إلى صف الدول القادرة على تحقيق أمنها الغذائي و دعم اقتصادها المحلي ذاتياً …
العروبة – هنادي سلامة