يبدو أن الجهات غير الحكومية التي أخذت تعمل على مؤشر أسعار جملة من المواد الاستهلاكية وغير الاستهلاكية في جنح الظلام ترغب بإقناع المواطن أن تراقص هذا المؤشر صعودا بطاقة كبيرة وانخفاضا بطاقة صغيرة خارج عن السيطرة علما أن الجميع بات يدرك إن رغبات حيتان السوق وواقع حركة الأسعار تشكل ضغطا على ميزانية أغلب المواطنين .. والحيتان يتذرعون بأسباب يعزونها ويعلقونها على شماعة الارتفاع الوهمي وغير الرسمي لسعر الصرف .. علما أن دوريات حماية المستهلك تقوم بتكثيف جهودها لملاحقة رافعي الأسعار وتنظيم الضبوط بحقهم التي على ما يبدو لن تردعهم ولن تعالج أمراضهم و توحشهم والمتاجرة بقوت المواطن .
ونشير في هذه العجالة إلى الخطوات العديدة التي اتخذتها السورية للتجارة بحمص مؤخراً بهدف التدخل بالأسواق بشكل ايجابي وخفض الأسعار أبرزها افتتاح العديد من الأسواق الشعبية في المحافظة مدينة وريفا وشراء المنتج من حقول الفلاحين مباشرة وبيعه للمواطن بأسعار مخفضة ولو نسبيا إضافة إلى طرح كميات منها بصالاتها للحد من جشع ضعاف النفوس وخاصة من أصابهم تحنط في ضمائرهم .
إن الحالة العامة لأغلب المواطنين دخلت دوائر الضنك المعيشية بسبب ارتفاع أسعار جميع المواد الاستهلاكية وغير الاستهلاكية وهذا بسبب الحصار والعقوبات التي يتعرض لها وطنناولكن إرادة السوريين ستتصدى لكل جور مهما حملت ترهات قانون قيصر ومهما تكاثر الأعداء من هنا يتبين أهمية دور إدراك المجتمع بأولويات حياته وخاصة في ظل الظروف التي يعيشها جميع المواطنين السوريين انطلاقا من أساسيات النهوض الاقتصادي للمواطن البسيط سواء كان يعمل بالزراعة أم بالحرف الصغيرة والمتوسطة الدخل .. فجل الإنفاق الحكومي يركز على الاستهلاك وتأمين أساسيات المعيشة ودعم شريحة واسعة من المواطنين وفي طليعة هذا الدعم رغيف الخبز ..و ..و .. رغم تداعيات الحرب وتأثيرها على أولويات الإنفاق الحكومي بشكل عام .
يأمل المجتمع السوري أن يشهد ترانيم مبدعة تلائم مسيرة صموده وتطلعاته المستقبلية ولاسيما أننا نشهد انعطافة غاية في الأهمية كنتيجة حتمية للانتصارات التي يحققها هذا المجتمع وفي كافة مجالات الحياة كون الاقتصاد السوري متين ومتعدد الإنتاجية فصموده لمدة تجاوزت العشر سنوات من الإرهاب الاقتصادي دليل قوة مازالت منتجة .
إن المعالجة يجب أن تكون بتصليب الشائعات / أي محاسبة / مطلقها أين يكن وليس بالمسكنات وتنظيم الضبوط فقط ولاسيما في هذه الظروف الاستثنائية والتي لن تطول مدتها.. وقد يكون غلاء الأسعار ورفعها على بعض السلع شراً لا بد منه لكن هذا الوقت يجب أن نكون عوناً لبعضنا وأن تكون هناك حملة لتخفيض الأسعار وليس العكس لأن رفع سعر أي سلعة بات يشكل حجة لبعض التجار لرفع المئات غيرها دون أي مبررات.. وتالياً علينا ألا نحمل أنفسنا ما لا نحتمل وألا نطالب بغير المستطاع وأن نعتمد أساسيات الوقاية المنطقية من دون هلع أو خوف على مبدأ: بذل المزيد من الجهد وتعميق شعار الاعتماد على الذات فسورية تمتلك ثروات كبيرة وتعد واحدة من أغنى الدول العربية في حجم الثروات على اختلاف أنواعها الطبيعية والبشرية من النفط إلى الغاز إلى الفوسفات, و مختلف أنواع الزراعات والمناخ والتربة, و إلى ثروة الآثار وصولا إلى الموقع الجغرافي على شرق المتوسط ونقطة تلاقي القارات الثلاثة.
بسام عمران