هذه العبارة نسمعها يومياً …ونقولها كثيراً ..صار عقلي في كفي والحقيقة حين يصبح العقل في الكف فإنما طار العقل ..لأن من يصبح عقله في كفه يكون إما في حالة جنون أو في حالة غضب ..والغضبان يصرخ ويفرد كفيه كثيراً ..وهنا يطير عقله نهائياً ..ومع ذلك ورغم غضبي فمازال عقلي في رأسي حين أرى برامجاً تتحدث عن البحث في الآثار ..وخاصة في مصر ..فجميع الباحثين عن الآثار وعلمائه هم من الأجانب وتحديداً من أمريكا ..يرافقهم العمال الذين يحفرون وينقلون الردم والرمال والأتربة والسؤال كيف تسمح دولة كبيرة مثل مصر بدخول علماء الآثار الأجانب إلى بلادها ؟!كيف نسمح لشركات أجنبية أن تطأ أراضيها لتفتش عن آثارها وتنهبها ؟! فمنذ القدم تتعرض آثارنا للسرقة ..وكانت قمة السرقات في عهد الاستعمار القديم فقد نهب نابليون بونابرت كل ما وقعت عليه يداه من آثار مصر ..وكذلك فعل الانكليز على مرأى من ملوك مصر وبالتواطؤ معهم ..ففي عهود الاستعمار لم يكن يهم ملوك مصر هذه الترهات ..الآثار ؟! ماذا تعني كلمة آثار لهم ؟! في الحقيقة كانوا يسمحون للانكليز بنهب جميع آثارهم المكتشفة مقابل كراسيهم وحفنة من الدولارات ..ولو استطاعوا لباعوا تمثال (أبو الهول ) ،في هذا الوقت بالذات هناك شركات استعمارية تبحث عن آثار مصر ..ويدعون على شاشات الإعلام أن هذه المكتشفات يتم نقلها إلى متحف القاهرة ..هذا في الظاهر ..أما في السر فهم يسرقون نفائس الآثار ويتركون لمتحف القاهرة الحجارة الثقيلة التي لا يجهدون أنفسهم في حملها ..ويوهمونك أنهم شركات عصامية هدفها كشف التاريخ وحسب .
لماذا ندرس الطب والآثار والهندسة والعلوم الإنسانية ..إن كنا لا نستطيع أن نطبق هذه العلوم على أرض الواقع ؟! لماذا لا نبحث عن آثارنا بأنفسنا ؟! يوجد في كل بلد لصوص لسرقة الآثار ….أين علماء الآثار في بلادنا ؟! ولماذا أسست هيئات الآثار ؟ولماذا بنيت الجامعات والمعاهد المختصة بدراسة الآثار ؟! هل تعلمون لماذا تعتمد مصر (أم الآثار )على الشركات الأمريكية ؟ألا يوجد علماء آثار مصريون ؟بالطبع هناك علماء آثار ..ولكن هناك مستفيدون من وراء استقدام الخبراء الأمريكيين لأسباب عديدة يأتي على رأس هذه الأسباب تبعية مصر لأمريكا كما أن هناك حفنات من الدولارات للمسؤولين عن الآثار …
د.نصر مشعل