من تداعيات الحروب أنها تخلف آثاراً سلبية على مختلف الصعد ومعروف أيضاً أن الحروب تقلب كثيراً من الموازين في المجتمعات وتطال القيم الأخلاقية لدرجة أنه بات الغالبية العظمى تتصرف على مبدأ (اللهم نفسي) , وإتباع سلوكيات بعيدة عن أية حضارة أخلاقية.
للأسف هذا ما نلحظه في مجتمعنا الذي تعرض لحرب عدوانية شرسة …الأمر الذي حدا بالبعض إلى الانفلات من العقال الأخلاقي بدءاً من حالة الجشع والطمع لدى تجار الأزمات على مبدأ ” حلال على الشاطر ” والماهر في معرفة كيفية اقتناص الفرص والكسب غير المشروع غير آبه بأي اعتبار سوى تحقيق الربح والغنى خاصة في ظل ضعف الرقابة وانتشار الفساد والمحسوبيات و..و..وبالتالي عدم القدرة للحد من انتشار هذا السرطان الخطير الذي يفتك بالمجتمع شيئاً فشيئاً ..وانقلبت الموازين ونلمس هذه الحالة في كل شارع وفي كل زاوية …كأن يركن أحد ما سيارته خلف سيارة أخرى ويغلق عليها المنفذ ويمنع خروجها , وقد يطول عمل سائقها أو زيارته لمكانه المقصود ..وفي هذه الحالة سيضطر صاحب السيارة (الحبيسة) أن ينتظر طويلاً حتى يأتي الفرج ولا مشكلة في الوقت ..هذا عدا سيل الشتائم التي ستنهال عليه إن صادف وأشار بكلمة ..إنها اللامبالاة والأنانية التي ستؤثر على المجتمع والقائمة من الأمثلة تطول وتطول ولن تكفينا الصفحات لكتابتها.
نبيلة إبراهيم .