إن انتخابات مجلس الشعب التي ستجرى في التاسع عشر من الشهر الحالي هي استحقاق وطني هام كونها تشكل رسالة لكل أعداء هذا الوطن بأن سورية قادرة على تنفيذ كل مهامها الدستورية رغم حالة الحرب التي تشن عليها ، لذلك فإن الانتخابات واجب وطني وأخلاقي و يجب على كل المواطنين المشاركة فيها بكثافة وعلى أوسع نطاق لأنها بالنهاية استحقاق وطني كبير يجسد مصلحة الوطن والمواطن ,ويتطلع أبناء محافظة حمص إلى الانتخابات بعين التفاؤل آملين بوصول الكوادر الكفؤة إليه لتفعيل عمله بشكل أكبر في المرحلة المقبلة.
وفي هذا الصدد نؤكد على أهمية مشاركة جميع شرائح المجتمع في الانتخابات لاختيار الشخصيات القادرة على تحمل المهام الصعبة والمسؤوليات الوطنية و أصحاب الخبرات العلمية والمؤهلات الأكاديمية لأن المرحلة القادمة تتطلب عملا وطنيا صادقا لإعادة بناء ما دمره الإرهاب, فالانتخابات بحد ذاتها ضرورة ملحة وحق كفله الدستور السوري وأمانة تقع على عاتق المواطن في اختيار المرشح الذي يعيش هموم الناس ويسلط الضوء على قضاياهم وينقل مطالبهم ويعمل على تحقيقها وفق القوانين والأنظمة, وتأكيد على أن سورية بدأت بالتعافي والنهوض على كل الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية, وهذا يتطلب من الناخبين إدراك أهمية صوتهم ولمن سيدلون به بكل شفافية, فعندما يتم الاختيار الصحيح والسليم للمرشحين فهذا يعني أن المواطن يخدم نفسه و أولاده ومجتمعه فالمصلحة العامة لا تتحقق إلا بوصول أعضاء يتمتعون بالسمعة الحسنة والخبرة والكفاءة والنزاهة .
في ظل الظروف الحالية التي يتعرض لها وطننا والحصار الاقتصادي الجائر نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أفعال لا أقوال ونحتاج إلى أعضاء مجلس يحاسبون ويتابعون ويدققون ويفتشون عن خدمة وطنهم وشعبهم فهم من هذا الشعب وله وهم صلة الوصل بين المسؤول والمواطن الذي يمثلونه فليكن تمثيلهم على قدر هذه الثقة والأمانة ,و أن يكونوا على قدر تحمل المسؤولية لجهة معالجة وحل قضايا المواطنين وان يحافظوا على صلتهم وعلاقتهم بمن انتخبهم ووثق بهم وآمنهم على مستقبله ومستقبل الوطن.
نحن جميعاً على موعد مع هذا الاستحقاق الكبير يوم التاسع عشر من الشهر الحالي للقيام بواجبنا الوطني لانتخاب ممثلينا في مجلس الشعب ، فالانتخابات تعبير عن استمرار الحياة في سورية من جميع الجوانب، ورسالة إلى كل العالم بأن سورية باقية ومنتصرة بفضل صمود شعبها وجيشها الباسل وحكمة قيادتها بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد, وعلينا التوجه إلى صناديق الاقتراع بروح من المسؤولية والواجب والأمل بسورية المعافاة من كل آلام وجراح الحرب العدوانية , بما يكرس انتصارات الجيش العربي السوري وبطولاته الساحقة على كل قوى الإرهاب والظلام والتخلف والعدوان.
إن الاستحقاق يوجب على كافة المواطنين في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر على الوطن أن يكونوا بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، عبر اختيار الأكفأ والأفضل والأكثر نزاهة والأقرب إلى هموم المواطنين ومشكلاتهم.
إن إجراء الانتخابات فرصة لإثبات وجودنا ودليل على تعافي الوطن، لذا يجب أن نكون جميعاً يداً واحدة في إعادة الإعمار، وهنا تكمن أهمية وعي المواطن بأن صوته أمانة يجب منحه لمستحقيها فقط ، بعيداً عن الارتهان لأي إغراءات أو محسوبيات أو محاباة لأحد.
محمد قربيش