تفيء النفس الإنسانية إلى ظلال وارفات من سجايا و مثل , و يومض شعاع باهر الضوء في مواطن الآمال , و تحدو خاطره مسراتٌ توسع لذاتها مكانا في مطالع الدروب , متجاوزة متاعب تعلو تلول صروف الأيام , و هضاب تداعيات على سفوحها تتمطى بعض مصاعب , لكأنها هاجرة صيف في يوم قائظ , وقد أضنى درّابه طول المسير , و أعياهم مشاق السفر , و طموح طمأنينة وسكينة هدوة في عرزال اتسعت له غابات من اخضرار آمال و ترامت إليه واقعا جنبات من واحات تشتهد فيها غدران , و تسرح في ربوعها أغدر ترويها جداول فتستيقظ الحقول , و تسمو بها السامقات أشجارا باسقات , و ما بين إدراك تحديات تتجاوز أعتاب قدرات جراء ضغائن من شر و جشع و مشاريع عدائية باعدت في لظاها جحيما لتنال من الإنسان في متسع وعي الحياة عبر إرهاب معولم , و اقتصاديات مسيسة , و مخططات إجرامية , مناط القول فيها سياسات استعمارية , و أحلاف تاريخ ممارساتها مستعمرات و استعمار , و غاية مراميها الهدم للإنسان و منطق الحياة ضمن سيادة الشعوب في دولها سيادة حقوق و قوانين و شرعة حقوق إنسان , و طموح سير حثيث في ركب الحضارة الإنسانية حيث الآفاق صوب دنيا من عوالم , تاريخها حضارات شعوب و حاضرها التدفق المعرفي و تعاقب أجيال التقانة و (تكنولوجيا النانو) في مجمل عملياتها و معارفها و مهاراتها و تطبيقاتها و الشروع في مواكبة تفاصيل هاتيك التطبيقات في جوانب الحياة كلها و العلوم على اختلافها , و مكانة الزمان في سيلانه استثمارا خدمة للإنسان و الحضارة و الاكتشافات و الولوج المتواصل لمفهوم الكون ليس في كوكبنا الأرضي فحسب , بل على مستوى المجرة و عالم الفلك و الدراسات و البحوث و انصهار العقل المبدع في بوتقة كل ابتكار سعيا لحياة أفضل صحة للإنسان, و قدرات في كينونته , و إنجازات في نتاجاته و منتجاته , و الطبيعة و ثرواتها و مواردها استثمارا و توظيفا على خلاف الاستعمار و مشروعاته و ممارساته و نزعاته العدوانية وتاريخه في هذا إلى التمييز العنصري قضية في معطى الصراع إلى حادثة (الخنق ) من قبل الآلة الشرطية المدججة بالحقد و الكراهية و عدم احترام إنسانية الإنسان وهكذا في حروب شتى , و صراع الحق العربي مع الباطل الصهيوني… إن النفس تفيء إلى هدوة وجودها رغائب من سارحات آمال و فرح أمنيات في سلامة عيش , و اكتناز نجاحات و عمارة أحلام على مطالع كل جهد و حساسية كل همة , و لاسيما إذا ما كانت تتدرجَ خطا على جسر من التعب و ثنائية قناعة ما بين سعادة عمل و حيوية ضمير و صدق ذلك في معيارية الضمير الجمعي في نضارة حبات عرق على جباه عفّرتها متاعب السنين , و باركتها إشراقات الرضا , و قد هزجت لها الدروب أنغاما لتصير موسيقا تتهادى مواكب ألحان لكأنها الشميم عطرا على أطباق النسيم وفاء كدّ في تعب و لقيا مغانم عظيمة على مقدار ماهي عزيزة على صاحبها في مدافعة صروف الأيام و حبائل إعوجاج .
إنها النفس الإنسانية في عقلانية سداد منطقها صدى لحيوية المدى المعرفي و المهاري و القيمي لصاحبها و للسلالة البشرية نسجَ تواشج في جمال تكامل و تراحم و غنى وعي إنساني خلاق .. تاريخ الإنسان في مواكبة العصور و ما اعتراه من آمال و آلام , زاده في تعديل كل سلوك و تطوير كل مسار في مواجهة كل باطل , و الاحتفاء بكل خير و عطاء حيث معنى الإنسان.
نزار بدور