على الرغم من أن كورونا ، أو كوفيد 19، أضحى تهديداً لكل البشر في كل العالم،فإن أكثرنا لا يزال غير مبال بالإجراءات التي تقي منه , والعالم لم يتحد بوجه كورونا , أمريكا تريد للعالم كله أن يموت بهذا الوباء عدا ربيبتها ” إسرائيل ” ..!! .
قبل أيام ذهبت للتعزية بوفاة قريب لي ، فانهال أبناء المرحوم وأحفاده وأصهاره وأبناء عمومته علي بالقبل وأنا أشعر بالارتباك والإحراج ..والندم لأنني جئتهم معزياً ..!! يا هو ..يا ناس ..المصافحة تكفي وحتى المصافحة لا ضرورة لها أبداً .
حدثني الأستاذ عبد الحفيظ رجوب ، أطال الله عمره ، بأنه سمع قصة جميلة عن ” كورونا” تتحدث عن رجل عجوز يعيش مع زوجته بعدما هجر أبناؤه المدينة إلى مدن أخرى ..وذات يوم اتصلت الأم بأبنائها لتقول لهم إن أباهم مصاب بوباء كورونا وهو في غرفته ، لا أحد يدخل عليه سوى الممرضة التي كلفناها بمعالجته ..!!. وانتظرت أياماً فلم يأت أحد من الأبناء للاطمئنان على والدهم خوفاً من كورونا ..!! وبعد أسبوع اتصلت وهي تبكي وتقول ” والدكم في ذمة الله . الصحة سوف تدفنه حسب معايير الدفن لمن يموت بسبب كورونا ..!!” وبعد موعد الدفن بيومين حضر الأبناء واستقبلتهم الأم باكية وكل منهم يريد البحث في موضوع عاجل وهام بالنسبة لهم وهو توزيع الثروة الكبيرة التي تركها الأب ..!!” واحتدم النقاش الذي وصل حد الخلاف بعدما رأت الأم العجوز تأجيل الموضوع إلى ما بعد أربعين المرحوم لكن الأبناء قالوا ” خير البر عاجله ” .
هنا في هذه اللحظة فتح باب الغرفة ..وخرج الأب ..فذهلوا جميعاً ..وجمدتهم الدهشة في مقاعدهم ..وقال لهم : “لقد جئت من الموت …. !! لا ثروة لكم من بعدي ..سأذهب لأعيش في مزرعتي بعيداً عنكم وعن ضجيج المدينة وإياكم أن تتصلوا بي ، أو تأتوا ..لقد أسفرتم عن وجوهكم ..!! ” .
ولا أعتقد أن القصة تحتاج إلى تعليق .
وقانا الله وإياكم من كل مكروه وحمى الله سورية …آمين .
عيسى إسماعيل