نباهة الحضور لا سراب القوة…

تمد القيم المادية خطاها سبق خطوات رهانا مع الزمن وتجد لذاتها متنفسا في شقوق الواقع الإنساني المعيش حتى لتبدو تصدعات وفوالق في تضاريس لصعد حياتية كثيرة جراء أنماط سلوكية سريعة التلقي والاستجابة تناغما مع تلك القيم المادية المسلعة اجتهادا ضمن شطارة الربح جشعا بلا رحمة وكسبا من غير مقاربات لنوازع قيمية ما دام أنها استقرت منظومات معيارية في ثوابت قيم معنوية شائقة الميول نبيلة الماهية طاهرة الأثواب في مرجعية لبوساتها قناعات وعراقة أصالة في صميم نزاهة حضور في مصداقية كل سداد في رأي وبراعة كل شرف في قول ومهارة كل صدق في فعل تحصينا لأداء في نبالة صاحبه وكياسة في تميز حضور في ذاكرة حدث وموقف ومعطى إنسان .

  إن الحياة المادية القائمة على متسع من غنائم وفرتها معطيات كامنة في تفاصيل وعناوين وعنوانات تتوافق وجملة ظروف وصروف ومتاهات وانزياحات وبعض وهن في رصانة هنا أو هناك وضمن إسفاف مقيت من جوع مضاعف واحد في ذات صاحبه وآخر في ذات ضعف غايته التعويض عن مركّب النقص ومفهوم (الحطة) في تماثل الذات مع غنى النفس إذ يبدو غناها دائرة لا تتجاوز حيز مصالحها وإن اتسعت فهي تداخلا مع أكثر من حيز وفق ملعبها في الربح والنشاط الجشعين اتساع ذلك الملعب فسادا في تجاوز لمعنى قيم المحبة وإدراك حق الآخرين في معنى وجودهم واقعا ورسالة حياة ومن جانب آخر تجاوز لأمانة الضمير في معنى المسؤولية ضمن اشتراط التفاعل الإنساني والمجتمعي في رسم معالم التكامل والتراحم وشفافية الصدق في قوة المبادرة ورقي الفعل الحضاري الخلاق خدمة للذات فردا وللمجتمع كينونة أسرة تتعاضد إرادة فعل متوج بساميات القيم دفعا لكل أذى وهدما لكل جدار مطاطي قطب رحاه فساد في كسب مقنع أو استقواء  متعوب عليه وبه أو تجاهل لذي قيمة وقامة تحييدا وقد أمسك صاحب قلم مداد مزاجيته تقديما في أمر وتأخيرا في غيره وقد أسند ذاته على ميزة في مسمى هزجت لها الأيام وأفسحت لها الظرف مكانا وحسبه ظنا أنه على دراية إبداع غير آبه في متاعب جفاء بين قوة في ظرف أو غنائية ظرف في مزاج .  

لا شك أن النباهة ضمير الوعي في نزاهة العقلانية التي تجد ذاتها نجاحا في ذاتها أعمالا ومبادرات واستثمارا للطاقات والقدرات ودفعا بأصحاب الكفاءات والكفايات ليكونوا روائز كل نجاح وإبداع وجهد تفعيلا لقيمة العقلانية في إنصاف صاحبها وللقيم في توكيد مكانتها وللوعي الجمعي سعادة في مبدأ تكافؤ الفرص وعدالة الحضور صدى لوعي الناس إذ ألسنتهم أقلام حق فقيمة المرء تاريخ إنجازاته ونوعية أدائه وفرادة أعماله ساحات ساحات لا مفردات تكتبها ظروف وتصوغها خطوط …… ولا شك أن الكفاءة والكفاية والتناهي بأخلاقيات الوعي التشاركي واكتشاف الأميز ضمانة الفرح في كبرياء الضمير الحي فيصبح الناجح محط الأغاريد في كل قول سمح محبب لأنه قطاف الجميع على المستويات كلها فردا ومجتمعا ووطنا فيكون الجني غلال عقلانية العقل الحصيف وسمو المسؤولية في شموخ معانيها فتزدهي ساميات القيم تألقا بذاتها وحضورا متمثلا بأنماط سلوكية يحيى بها الجميع وعندئذ لا مكان لمجاملات متعبة بل صدق القول فساحة أجمل قول على قول متانة سبك يكتبه الزمن نبوغ عمل على عمل وإنسان لإنسان الثابت فيه الإنسان قيمة وقامة والقيم ثريا تفيض نورا والأعمال مراكب تمخر عباب الأزمان لكنها تبقى ( أحاديث تبقى والفتى غير خالد ) لذلك لا مكان لشفقة مقنعة تبقي العاجزين والضعفاء في بحبوحة حياة واهنة قوتهم في غنائم لحظات مكاسبهم.

  إن عمل المرء على ذاته إدراكا لشمولية وجوده دلالة معنى وحضور إنما هو وعي الشخص الإنسان للحقيقة التي هي بدورها مشروع دائم لوجوده يرصد ذاته قوة فكر تثاقفي ,معرفي, مهاري, قيمي , وقوة استثمار للأفكار وآليات التفكير توكيداً لأول وأهم وظيفة للعقل: (التفكير) وبذلك لا مكان لسراب قوة ما جاء نتاج كد وتعب بل على هنة وظروف وصروف ودلع حظوظ.

نزار بدور

 

المزيد...
آخر الأخبار