في البدء كانت فرحتنا كبيرة بهبوط سعر الصرف ..قلنا هذا ليس مناماً بل حقيقة واقعة ،فانزاحت عن قلوبنا ما تراكم من جبال الهم والغم وانقشعت ضراوات الصقيع فافتر الحلم عن بسمة لأيام قليلة جداً ..
الواقع المرّ صدمنا إذ الأسعار بقيت على حالها ،إلا من بعض مبادرات خجولة وفعاليات محدودة المدة من المنتج إلى المستهلك أقيمت في معظم أحياء حمص ساهمت قليلاً في خفض الأسعار لكن ومع ذلك فالغلاء يعم وما زال جاثماً فوق جيوبنا ،وكأن الحال شمس باهتة أمدتنا بالدفء للحظات لتخبئها غيمات سوداء لا تنذر بالمطر …
غلاء مع ابتلاء بالوباء زرع الخوف والهلع في النفوس فبات حالنا ، أشبه بمرض التقدم بالعمر .
فساد استفحل بيننا وما على المواطن إلا أن يدفع ويدفع ليعود عاتقه مثقلاً بالديون ،إذ باتت الريح تهب عليه من كل صوب وحدب دون أن يكون في يده بوصلة تهديه إلى الطريق الصحيح ،يعاني من انتهازية البعض وجشعهم وطمعهم ،مطيعون مطواعون لكل أمواج الاستغلال وسلب ما تبقى من ليرات في جعبة المواطن المسكين …
أناس تضخمت لديهم كلمة “أنا “لدرجة سدت معها منافذ الخلاص من واقع مر …
هي شكوى وخوف من عواصف قاتلة تودي برفاهنا ،بهناء عيشنا إن لم نقل تودي ببقائنا على نحو عزيز ….
عفاف حلاس