تحية الصباح…العقار الابن البار

 العقار الابن البار: مثل عقاري حفظناه عن ظهر قلب و بطن جيب…وهو يؤكد أن العقار بمثابة الابن البار لوالديه لا يخذلهم أبدا طبعا مع أفضلية للعقار على الولد لأن صفة البار عرضة لمزاجية زوجة الابن التي تحب أهلها حتما أكثر من أي أهل آخرين مهما (تحايلت على بعلها ) وهو مثل أرضعتنا إياه الحياة المعاصرة منذ نعومة أحلامنا حتى أن بنات هذا الجيل يرفعن شعار العقار الزوج البار فلا زواج من دون منزل رغم أنف وأذن وحنجرة المثل القائل ظل رجل ولا ظل( حيطة) ويرين أن( ظل حيطة) أفضل بكثير من ظل رجل لا يملك( حيطة) أما الحرب التي تُكنى في اللغة العربية ب (أم المنية ) فقد جعلت الكثيرات منا لا رجل ولا حيطة ولا ما يحزنون …؟ و مناسبة الحديث عن العقارات هو الارتفاع الجنوني لأسعار الإيجارات في مناطق حمص كافة , فهل يعقل أن إيجار بيت من غرفة وصالون في حي وادي الذهب يفوق ال40 ألف ل.س حسب جودة الاكتساء ويتضاعف هذا الرقم في حيي الغوطة والادخار..! لا بل إن إيجار مُنيزل في قرية نائية تجاوز العشرين ألف ل س ويتضاعف هذا الرقم إذا كان المنيزل مفروشا حتى لو كان البراد يسخن والغسالة تبقع والأنكى من هذا وذاك هو إصرار المالك على الدفع مقدما لمدة تتناسب طردا مع شهوته للمال….أفليس العقد شريعة المتعاقدين ,وما يحز في القلب والروح أن طالبي السكن من ذوي الدخل المحدود مما يؤكد أن تجار الحرب يرفعون شعار:الأزمة شريعة المتعاقدين وكأن في نفس كل منا يسكن تاجر أزمة بشكل أو بآخر وما نتمناه أن يكون سكن تاجر الأزمة في نفوسنا إيجاراً وليس ملكاً لئلا يأخذ صفة الديمومة لأنه كما تعلمون( إن خليت خربت) وها هي حمص تنهض كالعنقاء من الرماد بفضل دماء الشهداء التي حولت الرماد إلى أحمر قانئ بلون الورد ويقال إن العنقاء إحدى المستحيلات الثلاث ولكن حمص هي العنقاء الحقيقية التي نفضت عنها دخان الحرب ولأن من شرب من ماء حمص سيحدوه الحنين إليها حتما فقد عادت آلاف العوائل إلى حمص أم الحجار السود و القلوب البيض هربا من جحيم الأسعار وذمم التجار وها هي أم الفقير تحتضن أولادها جميعا لأن الأم تغفر أخطاء وخطايا أولادها وسأختم بما كتبته لي إحدى صديقاتي الحمصيات من ألمانيا :لا أريد إلا أن أضم روحي إلى أماني شاعر حمص العتيق نسيب عريضة حين قال ذات حنين: عد بي إلى حمص ولو حشو الكفن .  

ميمونة العلي