ما حملته الحياة الجديدة من تغيرات وأحداث عديدة بدءاً من الحرب الكونية على سورية وصولاً إلى أزمة وباء كورونا وماتبعه من موجة غلاء فرضه قانون قيصر وغيره انعكس على سلوكنا وأدائنا ..
إذ انحدر البعض إلى الدرك الأسفل من الفساد وتفنن في استحداث أساليب جديدة ونمط جديد لابتزاز المواطن ، وخضع هذا البعض لسوق الربح المادي الدنيء..
كثر المتربصون لفرصة سانحة يستغلون خلالها ما أمكن من مصالح مختلفة تملاً جيوبهم الجشعة ، وسط مشاعر معقدة مختلطة أثقلت حياة الناس وانتابهم إحساس بالحيرة ، نزع من القلوب الثقة بما يتناولون من مواد غذائية فيما يخص السعر الحقيقي للمادة أو نوعيتها الرديئة ..
أزمة خلفت أزمات .. خوف وقلق جعلت معاني وقيم كثيرة تنهار أمام ناظرينا لتحل محلها أفكار ومعان جديدة .. عانينا خلالها معاناة كبيرة سببها ذلك الغول الذي أكل الغث والسمين ..
الحياة تجربة وواقع معاش نتمنى اليوم أن نجمع ما ذقناه ونلقيه بعيداً إلى غير رجعة في بحار النسيان ، لنرسم سبيلاً نوظف فيه ماعانيناه لبناء حياة أفضل ، فالزمن يتحرك وحاجتنا ماسة لإيقافه على وضع يناسب وضعنا ودخولنا المادية ، فالآتي القادم يجب أن يسوده إصلاح النفوس والأمان المعيشي والرفاه كما كنا سابقاً لنضع خاتمة لكل ما جرى فراراً من واقع مرّ ومستقبل غير مضمون ولنبتعد عن الأفكار السوداء التي نغصت علينا حياتنا ، هي معالم أحلام وآمال نتمنى أن تتضح قسماتها يوماً بعد يوم وننتظر شروق الصباح..
عفاف حلاس