في اللحظة التي ظهرت فيها نتائج شهادة التعليم الأساسي ، على الشبكة العنكبوتية (النت) ،كما وعدتنا وزارة التربية ، وكانت صادقة الوعد ، لعلع الرصاص ..رشاً ودراكاً…!!
أمر مرعب ،ومؤسف ،ومحزن ،ومخجل أن يتناول واحد ما بندقية أو مسدساً أو رشاشاً ويطلق النار بجنون ،لأنّ ابنه أو حفيده أو شقيقه نجح في الامتحان ونال الشهادة …!!.فهذا الذي نجح من أبنائنا “لم يخرج الزير من البير “بل أدّى واجبه وحصل على الشهادة ..وكثيرون منّا ومن أبنائنا يؤدون عملهم بشكل جيد ..فهل نطلق النار ابتهاجاً بهم …!!
السّلاح ، في الأصل للدفاع عن الوطن ضد العدوان ومن هنا يكون للسلاح قيمة أخلاقية معنوية وماديّة ، وهنا يرتبط بالرجولة والفداء…فكيف ننحدر باستخدامه إلى ما هو جهل وغباء فنجعل منه لعبة وملهاة بأيدي العابثين والجهلة …!!
زخات الرصاص المتواصلة أو المتقطعة تثير الخوف والرعب والقلق ،وثمة مرضى يريدون الهدوء ..والسبب أنّ المحروس أو المحروسة نجحت في الصّف التاسع…!!
لا نقلل من قيمة النجاح ،ومبارك لمن نجح .لكننا ،ندين ونستنكر إطلاق الرصاص للتعبير عن الابتهاج فهذا انتهاك صارخ للقانون ..والرصاص الذي يهدر نحن بأمس الحاجة له ،لاستكمال تنظيف بلدنا سورية من الإرهاب ، وحمايته من الأعداء.
في سالف الزمن ،عندما نجحنا في “الإعدادية “كما كان اسمها كان أهلنا يستقدمون فرقة الغجر للغناء والرقص ودق الطبل احتفالاً بنجاحنا ،وكانوا يولمون لمن حولنا ،ولكن إطلاق الرصاص ما كان أبداً .
ظاهرة سيئة ،نتحدث عنها وعن مخاطرها وكم أزهقت أرواحاً بريئة ،ولا أحد يسمع ،!!في الأفراح نطلق النار في الأحزان نطلق النار في رأس السّنة…في أثناء عودة الغائب ..الخ.
الإعلان عن مطلقي النار وأحالتهم إلى المحكمة يضع حدا لهذه الظاهرة التي تنتهك القانون وتجعلهم يفكرون ألف مرة بالعواقب قبل أن يتناولوا سلاحهم ويطلقون النار ..!!
هؤلاء أبطال من ورق :يشوهون معنى السّلاح والبطولة وقدسية الرصاص المرتبط بحماية الوطن ..!! ولا أنسى أن أبارك لكل الناجحين والناجحات من أبنائنا ..وأخص من حصلوا وحصلن على العلامة التّامة ..!
عيسى إسماعيل