تتسارع الأيام .. شهور تسابق شهوراً ، لتأتي الأعياد والمناسبات محملة بالأعباء .. عيد الفطر ..عيد الاضحى .. مناسبات التهاني بالنجاح ، مناسبات التهاني بالزواج والولادات .. كلها مناسبات تنادي على القلوب لتتآلف، وتقرّب صلة الرحم..
هو شعور رائع أن تحتفل مع عائلتك وأقاربك وأصدقائك ، وليكون لكل منهم هديته الخاصة والتي هي على مقدار عنفوان العاطفة .. المناسبات تسقي القلوب العطشى للحب والتآلف ، وتضفي جواً من السعادة والهدوء النفسي لكنها تتحول مع تغير الأحوال وارتفاع وتيرة الأسعار إلى هم وغم بعد أن كانت تدفع عن النفس بعضاً من اليأس والحزن اللذين يحيقان بالقلوب المكلومة..
هي طقوس تعلمك المحبة لكن الغلاء يحرمك متعة تقديم الهدايا لمن تحب .. ولمن يستحق لتخترقك الهموم فالشهر تمر أيامه غير عابئ بدعواتك ليصل بك إلى نهايته دون دين أو عبء إضافي .. ليتفق الراتب والمصاريف الأخرى ويتآمر على ميزانيتك.. إلا أنك مازلت تقاوم.. تحاول مجاراة الوضع الصعب الذي وضعت فيه ..
ابتسمت ابتسامة صفراء عندما قادتني خطواتي إلى السوق لأتصفح واجهات المحال في الشارع و أسعارها اللاهبة ، و المواطنون في السوق إما واقفون يتفرجون ، وإما سائرون ، والكل محدق في المعروضات ونشرات أسعارها المرتفعة، كأنهم يتشوقون للشراء لكنهم يتراجعون مصعوقين .
وكأن هناك عنصر جذب أضفاه أصحاب المحال على بضائعهم للإقبال على الشراء لكن رواد السوق يعيدون حساباتهم ويرتبونها، يضربون أخماسهم في أسداسهم فلم تفلح كل أدوات الإغراء للشراء أو لجذب الزبائن الباحثين عن الهدايا المتناسبة مع دخولهم القليلة ، ليعودوا باحثين من جديد عن هدايا معنوية بعيداً عن التكرار والتقليد تغطي شيئاً من سعادتهم المفقودة خلف ركام الهموم في قلوب وعقول الأغلبية العظمى لتتفجر العيون بدموع حارة وهي ترقب التفاف الأسرة والأقارب والأصدقاء حول بعضهم والاكتفاء بعبارات المعايدة والمباركة في لحظات لا يماثلها سعادة .
عفاف حلاس